لقد أصبحت رياض الأطفال اليوم ضرورة وحاجة اجتماعية وتربوية , نظرا لارتباطها بمرحلة عمرية هامة من حياة الأطفال باعتبارهم القاعدة الأساسية لبناء المجتمع ,ولأنهم شباب الغد ورجاله ونساؤه وأغلى ثروة لمستقبله, وهى تتميز عن جميع المراحل العمرية للإنسان لان طفل هذه السن لديه القابلية للتعلم واکتساب المهارات, کما أن الروضة تشعر الطفل بالاستقرار النفسي والهدوء والأمان , وانفراده في مملکته التي تکون قريبة من بيئته التي خرج منها مما يشعره بالاعتزاز بالنفس فيحب تلقى المعلومات.
(انشراح إبراهيم محمد المشرفى ,2010 , ص3)
ولذاک فان الروضـة کمؤسسة تربوية تقوم بدور مکمل لدور الأسرة في تربــية الأطفال وتنشئتهم , لذا فأنها منذ نشأتها تتطور وتکتسب وظائف ومهام جديدة باختلاف الظروف الاجتماعية والبيئية المحيطة بها .
( هدى محمود الناشف , 2011 , 169ص )
ولهذا لابد للأمم التي تسعى إلى إيجاد ذاتها ومکانتها بين شعوب الأرض من البدء الجاد والحقيقي بالإنسان من مرحلة رياض الأطفال, لأنهم هم الذين سيتحملون عبء المستقبل, باعتبارهم صورة الأمة في المستقبل القريب والبعيد, وهم مصدر رجائها وقوتها.
(محمد سليم الزيون وآخرون , 2015 , ص9)
إن مجتمعنا المصري يعيش فترة هامة في تاريخه حيث أن طفل اليوم هو رجـــل ومستقبل الغد, وهو الذي سيحقق التـقدم والرقى ويعمل على نهضة المجتمع المصري واللحاق بموکب الدول المـتقدمة. ولذلک اتخذت مـصر على عاتقها التوسع في استيعاب الأطـــفال بداخل مؤسسات رياض الأطفال سعيا لتربية وتدريب الطفل للتعامل مع کل ما يواجهه من مواقف لصنع مستقبل أفضل للطفل والمجتمع.
فدعت الحاجة إلى إنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم في مصر لنشر ثقافة الجودة وإصلاح التعليم, وأن يکون التعليم المصري قادرا على المنافسة محليا ودوليا.
وفى ضــوء ذلک تسعى الهيئة إلى التطوير المستمر للتعليم وضمان جودته وفقا لمجموعة من المبادئ والقيم التي تؤکد الشفـافية والموضوعية والعدالة والحرص على معاونة المؤسســـات التعليمية على توفيق أوضاعها وتحسين أدائها الکلى للحصول على الاعتـــماد. إن الهيئة لا تعــتبر جهة رقابية, بل هي جهة اعتماد للمؤسسات التعليمية التي تتمکن من تحقيق متطلــبات المعايـــير القومية , ومن ثم فأنها تحرص على تقديم کافة أشکال النصح والإرشاد والتوجيه لهذه المؤسسات بما يساعدها على التحسين المستمر لجودة مخرجاتها من خلال آليات موضوعية وواقعية للـتقويم الذاتي والاعتماد .
( وثيقة اعتماد مؤسسات رياض الأطفال, 2008, ص2 )
وتتم تقيم معايير الجودة والاعتماد بمؤسسات رياض الأطفال من خلال مجالين رئيسيين وهما المجال الأول / القدرة المؤسسية وتضم (رؤية المؤسسة ورسالتها - القيادة والحوکمة - الموارد المادية والبشرية للمؤسسة – المشارکة المجتمعية – توکيد الجودة والمسائلة ) , المجال الثاني / الفاعلية التربوية وتضم ( المتعلم – المعلم – المنهج – المناخ التربوي ) ومن خلال ذلک يمکن تحقيق الجودة الشاملة بمؤسسات رياض الأطفال للوصول إلى مخرجات تضاهى بها مصر المجتمعات المتقدمة وتکون قادرة على المنافسة العالمية .
ويستنتج أهمية تطبيق معايير الجودة الشاملة لتحقيق التقدم والرقى واللحاق بالسباق التعليمي للوصول إلى أقصى إمکانياتنا لنساعد على تنمية المجتمع ورقية.
إن لدينا إمکانيات محدودة في ظــل ما هو متــاح بداخل مؤسسات رياض الأطفال, ولذلک تدعونا الحاجة الملحة إلى التوفيق بأسلوب علمي وبحث دقيق بين توظيف الإمکانيات المتاحة بمؤسسات رياض الأطفال وتطبيقها لمعايير الجودة والاعتماد.