معلمو مرحلة التعليم الأساسى أحد الکوادر البشرية الهامة فى المجتمع ، بل المعلمون باختلافهم لهم الدور الرئيس والفعال فى المجتمع ، للمعلمين وولاؤهم وإخلاصهم في أداء واجباتهم المهنية نحو مجتمعهم وتلاميذهم وزملائهم أهمية خاصة ، يتوقف على مدى رضائهم عن عملهم وطمأنينتهم فيه ، وارتباطهم ، واقتناعهم به . إلا أنهم يتعرضون لکثير من الضغوط والمصاعب التى تقف حائلاً دون تحقيق الرضا الوظيفي ، کما توضح نتائج کل من ( حکيمة آيت، زاهية خطار، و شهرزاد بوشدوب ، 2008 : ص 170-171 ) و ( Pines, 2004 ) ، ( عويد سلطان المشعان ، 2003 ) ، أن مهمنة التدريس من الوظائف الضاغطة ، ونوعية العلاقات التنظمية فى مجال العمل تعد أحد المصادر الرئيسية للضغط المهني ، فالعلاقات المشحونة بين زملاء العمل، ورئيس العمل ، سواء التواصل والغيرة والمنافسة تعد من الأسباب الرئيسية للضغط النفسي فى العمل ، واستمرارها يؤدي إلى الاحتراق النفسي والجهد البدني والانفعالي وما يصاحبه شعور بالعجز، وفقدان الاهتمام بالعمل وعدم الرضا عنه ، وغياب الدافعية يؤثر سلبًا على أدائه ومدى إتقانه للمهام التى يقوم بها ، وبالتالي يؤثر فى العملية التربوية بوجه عام ، ويؤکد ذلک دراسة ( yang,etal ; 2009 ) ، حيث أشاروا أن کثيرًا من المعلمين يتعرضون لضغوط وظيفية تؤثر بدورها على الصحة النفسية والجسمية لهؤلاء المعلمين . وبالنظر إلي متغيرات علم النفس الإيجابي التى تسعي إلى تنمية السمات والخصال الإيجابية التى توجد داخل الإنسان ، کى يستطيع التغلب على مصاعب ومعوقات الحياة باختلاف أنواعها ، ومن بين هذه المتغيرات ( المرونة النفسية ) .
تعتبر المرونة کما ورد فى إصدار الجمعية الأمريکية لعلم النفس A.P.A) )American Psychological Association ، هو عملية التوافق الجيد والمواجهة الإيجابية للشدائد ، والمواقف، والصدمات، والنکبات أو الضغوط النفسية التى تواجه الفرد، مثل المواقف الحياتية (المشکلات الأسرية ، العلاقات مع الآخرين، المشکلات الصحية الخطيرة، ضغوط العمل والمشکلات المالية) .
والتصلب وعدم المرونة يکونان من الخصال النفسية التي تضع الفرد فى مواقف ضاغطة ؛ نظرا لانخفاض قدرتة على التعامل مع کثير من المواقف التى تستلزم بطبيعتها تغليب المرونة محلها ، أو تفادى تأثيراتها السلبية والتقليل من أضرارها ، وهناک مقولة صادقة إلى حد کبير ، هى " أن المرونة من أول مستلزمات الکائن الحي لکى يحيا حياة متوافقة ". (جمعه يوسف،2007م : ص 2) . المرونة بهذه الکيفية تعد من العوامل المهمة فى وصول الإنسان إلى التوافق النفسي والاجتماعى والشعور بالسعادة ، والرضا الوظيفي ، فهى هامة لکل مراحل نمو الإنسان ، وتکتسب أهمية خاصة للمعلمين ؛ ولذلک يتطلب الأمر أن يمتلک المعلم قدرا کبيراً من المرونة النفسية التى تؤهله للتوافق الإيجابى مع ضغوط العمل وصعوبات الحياة التى تواجهه ، حتى يصل إلى مستوى من الرضا عن وظفيته والسعادة . فالمعلم المرن دائماً ما يجد البديل الأفضل لکل مشکلة تعترضه ، ولا يقف أمام المشکلة ليَحُلها من نفس الباب و بنفس الطريقة ، ولکى يجد حلولا بسيطة ومرضية ، يعمل فيها العقل ، کي يصل إلى أفضل النتائج ، ويکون راضيا عن نفسه وعمله المکلف به. ( أنس الأحمدي ، 2009 : 12 ) .