إن المشارکة المجتمعية من أهم مبادئ الحفاظ علي التراث لضمان استدامته وذلک من خلال مؤسسات المجتمع المدني، و على الرغم من وجود العديد من القوانين والتشريعات فى صيانة البيئة والتراث وحمايتهما ، إلا أنه لا يمکن الاعتماد عليها وحدها ما لم يتم توعية المواطنين بحقوقهم ومسئولياتهم المتعلقة بالبيئة وأهمية انتمائهم لها، وهو ما يعرف بالمواطنة البيئية . ويهدف البحث إلى القاء الضوء على أهمية دور المواطنة البيئية فى حماية و صون التراث وذلک لتحقيق الاستدامة ، بالإضافة إلى التعرف على مدى تأثير مواقع التراث في نمط حياة المجتمعات المحلية . وقد اعتمدت الدراسة الميدانية على  توزيع استمارات استقصاء على عينه عشوائيه من العاملين بالمحميات الطبيعيه وأماکن التراث بشرم الشيخ وسانت کاترين خلال الفتره من ابريل حتى يونيه 2018 وتم توزيع عدد 110 استماره استبيان صالحة للتحليل الإحصائي، وتم جمع 97 ستمارة صالحة للتحليل الاحصائي بعد استبعاد 13 استمارة غير صالحة للتحليل وبذلک تکون نسبة الإستجابة 88.1% ، کما تم أخذ عينة أخري من المدراء و المسئولين بمحميات شرم الشيخ وسانت کاترين حجمها 30 استمارة صالحة للتحليل الاحصائي وذلک لعمل الاختبارات اللازمة ، بالإضافة إلى إجراء عدد من المقابلات الشخصية مع رؤساء مجلس إدارات بعض من الجمعيات الأهلية المعنية بشئون حماية البيئة وحفظ التراث. و قد تبين من خلال نتائج البحث أن هناک علاقة ذات دلالة احصائية بين المواطنة البيئية وحفظ التراث من وجهة نظر مديري ومسئولي المحميات الطبيعية  وأماکن التراث بشرم الشيخ و سانت کاترين والعاملين بها ، کما توجد علاقه بين مشارکة مؤسسات المجتمع المدني في ترسيخ مفهوم المواطنة البيئية وتحقيق الاستدامة ، و قد أوصت الدراسه على أهمية تنمية الوعي الحقيقي لدى المجتمع المدنى ومؤسساته  بأهمية الحفاظ على التراث من خلال تشجيع المؤسسات المهنية والاکاديمية على إعداد کوادر متخصصة في مجالات الصيانة والزخرفة ووسائل البناء وتقنياته ، وضرورة العمل على تکامل دور الحکومات و المؤسسات الداعمة والقطاع الخاص، والمجتمع المحلي في مجال تنمية التراث العمراني والتوعية بالأهمية الثقافية والاقتصادية للتراث العمراني بين المؤسسات الحکومية  لتفعيل مشارکتها في تسهيل الإجراءات إلى المحافظة على مناطق التراث واستثمارها.