يعتبر استخدام التکنولوجيا من القضايا الأساسية في مجال التعليم الجامعي لأن مبادئ التعليم الجامعي مهما بلغت درجة تقدمها، لن تتحقق بشکل فعال وبدرجة کاملة إلا إذا تم تنفيذها بمساعدة تکنولوجيا التعليم التي تمکن من تفريد التعليم وتحقيق المتعلم لذاتيته وزيادة حريته وتقديم بيئة تعليمية تتناسب مع رغبات وقدرات کل متعلم. کما أن نظم التعليم الجامعي والجامعات الحديثة والجامعات المفتوحة لم تظهر بصورة مکتملة إلا تظهر مجال تکنولوجيا التعليم، وبعد أن تأثرت بحرکة التعليم، المبرمج وبالدراسات التي أظهرت أن مواقف التعليم لا تقضي بالضرورة أن يکون المعلم المصدر الوحيد للتعلم، ولکن تقضي وجوده کمصمم للمواقف الجامعية وکمرشد وموجه، کما أظهرت أن المتعلم قادر على أن يتعلم بمفرده إذا ما أتيحت له فرص التعامل مع المادة الجامعية بصورة تسمح بالتفاعل المباشر بينه وبينها. وعلى ذلک فإنه ليس هناک حاجة إلى إقامة الدليل على أهمية توظيف مستحدثات تکنولوجيا التعليم لتطوير الممارسات الجامعية، ولکن ما ينبغي تأکيده هو أن يرتبط توظيف تلک المستحدثات بالتغلب على العديد من المشکلات الجامعية. ولکي يکون توظيف وسائل تکنولوجيا.      وتتجلى مشکلة في إدخال العديد من المستحدثات التکنولوجية في نطاق الجامعة بهدف رفع کفاءة العملية الجامعية، وتجويد مخرجات البرامج المطروحة، ولا شک أن تلک المستحدثات تستطيع تحقيق ذلک بما تمتلکه من قدرات وإمکانات قادرة على إحداث التغييرات الإيجابية المطلوبة. ولکن بعد استطلاع نتائج استبيان الوضع الحالي للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية تبين أن استخدام وتوظيف هذه التکنولوجيات ووسائل الاتصال الجامعية ومحاولة الاستفادة منها في المجال التعليمي داخل الجامعة لم يحقق العائد المرجو منها . فالتوظيف الجيد لتکنولوجيا التعليم يرکز على الاستخدام الموسع للمواد والمعدات الجامعية، والعلاقات والأحداث والأساليب الملائمة لتعليم الفرد بأسلوب فردي أو جماعي، بشکل يزيد من مستوى المعلم في عمله، ويرفع من مستوى أداء المتعلم في تعليمه بعمق وبسرعة ملائمة لقدراته واستعداداته الخاصة. وهذا ما يجب تطبيقه داخل إطار الجامعة من خلال التصور المقترح.