تعد العلاقة بين الشکل والمضمون في العمل الفني أساس البعد الجمالي للصياغة والمعالجة حيث أن المضمون باعثاً لتحقيق الأفکار التشکيلية وتعميق الوسائل الابتکارية للتقنية ولما کانت النظرية والتطبيق تمثل سمة إبداعية في حداثة الفنون التشکيلية فإن الحلم الذي شغل خيال الفنان هو تأکيد الحرکة بأبعادها في العمل الفني بما يتناسب وظهور الآلة والصناعة وأصبحت الطاقة هي المسألة الأولى التي تتشکل من خلالها مفردات الشکل وقيمه الإبداعية.
مثلت طبيعة العصر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين أيدلوجية(*) واسعة التأثير على المکونات العلمية والفنية والاجتماعية فقد تفاعل الفن التشکيلي مع التطور الفکري والمتغيرات الاجتماعية والنظرية العلمية التي أفرزت الآلة بکل أنواعها وبالتالي تبوأ مفهوم الطاقة صدارة هذا النقاش ورد فعل تلک المحرکات وتشکلت مضامين الإبداعي التشکيلي في حداثتها إلى البحث عن الحرکة وأصبح التعبير "الديناميکي" و "الاستاتيکي" هدفا ينقل اللوحة إلى کائن حي يتحرک قانعاً الأورال البصري بتشبع جمالي في الصياغة والمعالجة.
يهدف البحث إلى دراسة عنصر الطاقة کعامل هام يمثل مضمون الشکل وأثره الجمالي على مفردات التشکيل وهو يمثل أيضاً محوراً هاماً من سمات العصر الحديث کمطلب استراتيجي للنمو الاقتصادي لدول وشعوب العالم.
يعتمد الجزء الأول على تقديم التعريف العلمي لأنواع الطاقة وعلاقتها بالعملية الإبداعية وأيضاً علاقة الطاقة بالمکان والزمان.
ويناقش الجزء الثاني المعالجات التشکيلية من خلال النظرية العملية والعلمية عند المدارس الفنية للإنطباعية والمستقبلية وفن الخداع البصري.
ويتعرض البحث لتجربة الفنان والمصوريين التشکليين الذين عاشوا مرحلة الاغتراب والاستشراق الفني في تجربتهم الإبداعية.