يشهد العالم الآن العديد من التغيرات السريعة والمتلاحقة فى کافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتکنولوجية ، وقد انعکست هذه التغيرات على واقع منظمات الأعمال قاطبة ونتج عنها زيادة حدة المنافسة فى الأسواق المحلية والعالمية. وللتوافق مع تلک المتغيرات البيئية سريعة التغيير ، أصبح لزاماً على البنوک التجارية العمل المستمر والدؤوب من أجل تحسين مستوى قدرتها التنافسية ، حيث تعد البنوک التجارية في من أهم دعائم الاقتصاد بما لها من دور حيوي في تفعيل مناخ الاستثمار وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتوفير الأمن الاستثماري، خاصة في ظل بيئة استثمار تتسم بالتعقد البيئي (متغيرات بيئية عديدة مع کثرة تغير کافة المتغيرات ) ( قمر، 2012، 45).وتعد المراجعة الإستراتيجية أحد المداخل الإدارية الحديثة التى يمکن أن يستعين بها مدراء البنوک الکويتية لتدعيم القدرة التنافسية لتک البنوک ، وتتضمن المراجعة الإستراتيجية قيام مدراء البنوک بالمراجعة الاستراتيجية لکل من العوامل الاستراتيجية، ومدى حوکمة البنوک، والتحليل البيئي بشقيه الداخلي والخارجي، وبناء البدائل الاستراتيجية وتنفيذ الاستراتيجيات انتهاءً بالتقييم والرقابة الاستراتيجية للأداء الاستراتيجي للبنک (عيد ، 2015، 67).إن قيام المدراء بالمراجعة الإستراتيجية لجميع العناصر السابقة يسهم فى وقوف مدراء البنوک على الکفاءات والقدرات المميزة التى تسمح للبنوک بتميز منتجاتها ، أو تحقيق خفض جوهرى فى التکاليف مقارنة بمنافيسها، وهکذا يمکن للمراجعة الاستراتيجية أن تکون أحد مصادر تميز البنوک التجارية التکويتية فى ظل بيئة الأعمال التى تتسم بالمنافسة الشرسة.ومن ناحية أخرى، فقد تعددت الدراسات التى تناولت سبل دعم القدرة التنافسية للبنوک، إلا أنه لا توجد دراسة واحدة – فى حدود علم الباحث- سعت إلى استکشاف طبيعة العلاقة بين المراجعة الإستراتيجية والقدرة التنافسية. وبناءاً على ما تقدم تسعى الدراسة الحالية إلى سد هذه الفجوة البحثية من خلال قياس تأثير المراجعة الاستراتيجية فى تنمية القدرة التنافسية بالتطبيق على البنوک التجارية الکويتية