الشائعاتُ ظاهرةٌ اجتماعية بالغة الخطورة، وُجدت في کل زمان ومکان، وتعتبر من أخطر الحروب المعنوية والأوبئة النفسية، التي لها خطورة بالغـة علـى المجتمعات البشرية الآمنة، بسبب سرعة نقلها وسهولة انتشارها وتأثيرها على النـاس خـصوصا البسطاء منهم، وتزداد خطورتها وقت الأزمات والحروب والثورات والحرکـات والکـوارث، لأن من آثارها: تضليل الرأي العام وإثارة الفتنة بين الناس.
يأتي تعاظمُ أثرِ الشائعات من ضعف الوازع الديني لدى بعض الأفراد في المجتمعات؛ إذ يعملون على نشر شائعاتٍ من الأخبار زائفةٍ، يصدقها آخرون دون تثبت أو تروٍّ، ومما يزيد الطين بلةً.. أنه أضحى من السهل الميسور ترديد الشائعات والتمادى فيها عبر وسائل الإعلام والأخبار المتوفرة في هذا الزمن؛ حيث التقنيات الحديثة، واللاحدودية، بالفضائيات، والإنترنت، وما يخلِّفانه من وسائل إذاعة وإخبار.
لذا تعد الشائعات من المعضلات الاجتماعية ذات الآثار الخطيرة، وهو ما يفرض دراستها من منظور فقهيٍّ إسلامي، والوقوف على أسبابها، وآثارها في تفکيک المجتمعات البشرية، وسبل مواجهتها والتصدي إليها في الشريعة الإسلامية، وصولًا إلى تحقيق الاستقرار المجتمعي.