حرصت الشريعة الإسلامية على أن تکون العلاقة الزوجية علاقة دائمة ومستمرة، فشرَّعت من الأحکام ما يضمن استمرار هذه العلاقة، وبما أن الشريعة الإسلامية ربانية المصدر وصالحة لکل زمان ومکان، فقد شرعت الفرقة بين الزوجين إذا کانت العلاقة بينهما مما يفوّت المصلحة لأي من الطرفين، وبما يتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ولما کان ما يعد عيباً يحتاج إلى نظر واجتهاد ومعرفة فقد تکلم الفقهاء قديماً وحديثاً عن عيوب النکاح ووضحوا أحکامها، ولکن مع ظهور التقنيات الحديثة والثروة المعلوماتية الهائلة استجدت مسائل طبية وفقهية بحاجة لتدابير وقائية وشرعية، کما تطرق الفقهاء لوسائل إثبات تلک العيوب بالقرائن الطبية، ومن ثم فقد جاء هذا البحث ليوضح أثر التقدم التقني في إثبات عيوب النکاح، وبيان حکم طلب أحد الزوجين فسخ عقد الزواج بناء على التقنية الطبية الحديثة، حيث يتعرض البحث للقضايا الطبية والفقهية على حدٍ سواء، الأمر الذي يتضح من خلاله مدى اهتمام الشريعة الإسلامية بالمحافظة على کل ما يتعلق بحياة البشر. وقد خلص البحث أن التقنية الطبية الحديثة من قبيل القرائن التي تثبت بها عيوب النکاح