يُعد البحث العلمي أداة فاعلة لتحقيق التطور والرقي ووسيلة مهمة من أجل اللحاق برکب التقدم العلمي، کما أن الأداء البحثي المُتميز يُمثل مؤشرًا قويًّا على النمو البحثي والإنتاجية العلمية للباحثين والجامعات والمجتمعات، فالبحث العلمي مقياس تطور الأمم والشعوب ويعود بمخرجات تُسهم في ترقية العقل والفکر؛ لذا لابد من تبني نماذج التعليم والتعلُّم الحديثة واستثمارها في تطوير الأداء البحثي للطلاب، حيث إن الارتقاء بالأداء البحثي يُسهم في خلق مناخ بحثي يُتيح تحقيق التميز وتطبيق معايير الجودة والاعتماد، ولأن نموذج وودز من النماذج التعليمية التعلُّمية الحديثة التي تعتمد على مُخاطبة العقل، وإعمال العمليات العقلية للمُتعلم، وتوليد روح البحث، ونقل المعرفة، وتطوير البنية الأدائية والمفاهيمية، فقد رأت الباحثة أن النموذج مُتناسب مع طبيعة عملية البحث العلمي وإجراءاته؛ لذا اتجهت إلى دراسته في البحث الحالي واستکشاف فاعلية استخدامه في تطوير الأداء البحثي لدى طلاب الدراسات العليا؛ وذلک نظرًا إلى تدني مستوى الأداء البحثي لدى البعض والذي لاحظته الباحثة بحکم طبيعة عملها، إضافة إلى افتقار النماذج والأساليب الحديثة في تدريس البحث العلمي وتطوير الأداء البحثي، کما أنه أثناء مراجعة الأدب التربوي والإعلامي والدراسات ذات الصلة لاحظت الباحثة- في حدود علمها- عدم وجود دراسات إعلامية تناولت نموذج وودز، أو التحقق من فاعليته فيما يخص الأداء البحثي، وعلى هذا تجسدت المشکلة البحثية في التساؤل الرئيس التالي: ما فاعلية استخدام نموذج وودز في تطوير الأداء البحثي لدى طلاب الدراسات العليا في الإعلام التربوي؟