مستخلص البحث: هدف البحث إلى تحديد متطلبات تمکين المعلمين من متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، وتحليل آليات تضمين تلک المتطلبات إلى عمليات وسلوکيات وممارسات تربوية وتعليمية ، وقد اعتمد البحث على تحليل أدبيات التربية والتعليم والبحوث السابقة ذات الصلة في تحديد معالم الثورة الصناعية الرابعة وتداعياتها على منظومة التعليم الجامعي وکليات التربية ، من خلال تحليل لأهم المهام والأدوار الجديدة والمتجددة لأعضاء هيئة التدريس بکليات التربية تجاه تهيئة وتمکين الخريجين والمعلمين من التعاطي مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة ، ومن أهم النتائج التي توصل إليها البحث التأکيد على أهمية تبني استراتيجية شاملة ومتکاملة لإعادة هندسة برامج ومناهج کليات التربية وطرق تحقيق التعليم والتعلم لخريجيها والمعلمين المستفيدين من خدماتها، وتوجيه الإدارات المعنية بالمعلمين بتهيئة بيئات تقدمية للمعلمين لتمکينهم وتحسين مهاراتهم والارتقاء بخبراتهم وقدراتهم للتعاطي الهادف مع معطيات الثورة الصناعية الرابعة ، کما أکد البحث من جهة أخرى على  صعوبة أداء أعضاء هيئة التدريس بمنظومة التعليم الجامعي وکليات التربية لأدوارهم المتنوعة والتي تتطلب بذل مجهودات تعاونية قائمة على التنسيق والتشارک المعرفي، بما يسمح لهم بإجراء تجديد شامل ومتکامل لطرق أداء تلک الأدوار وإعادة هندستها، بما يسمح بالتعاطي مع متطلبات المعرفة في المستقبل والاستفادة من منجزات الثورة الصناعية الرابعة. ومن أهم النتائج التي أکد عليها البحث أهمية استشراف مستقبل المعرفة ومهارات التعليم والتعلم والتدريب، والتعلم أثناء العمل وتجويد الاحتراف المهني؛ ولذلک فإن النظام التعليمي الجامعي وکليات التربية معنية بالتشارک مع أطراف أخرى لاستشراف تلک المعرفة الجديدة، وتمکين الطلاب والخريجين والمعلمين من تطوير قدراتهم وتحسين مهاراتهم وخبراتهم لتحقيق الاستفادة الممکنة من منجزات الثورة الصناعية الرابعة ، وما تُيسره من التفاعل الإيجابي وتسهيل المعرفة وتجاوز حدود الزمان والمکان ، وما تُوفره التکنولوجيا من دمج للمعارف وتحليل عميق للمعلومات والمعارف، بما يُمکن الخريجين والمعلمين من الظُفر بوظائف جديدة في الحاضر والمستقبل ، والاستعداد للتعاطي مع عوامل التغيير المتسارع في طبيعة العمل والمهن التي أحدثتها الثورة الصناعية الرابعة.