مقـدمة :

يشهد المجتمع العالمي تغيرات متنامية في کافة نظم الحياة والعمل، فبعدما کان الثبات يقود التغير ويسيطر عليه، أصبح التغير يوجه الثبات ويحرکه، مما فرض على نظم التعليم ضرورة الإصلاح والتطوير المستمر لکي تتوافق مع تغيرات المجتمع وتطوراته بما يحفظ لها کفاءة في الأداء وفعالية في الاستجابة لمجتمعاتها.
ولذلک شغلت قضية الإصلاح التعليمي أذهان التربويين على الدوام، وأي محاولة لتطوير وإصلاح التعليم يجب أن يکون المعلمين عنصرا مرکزيا فيها. ولقد تبنى أدب الإصلاح التعليمي تمکين أعضاء المدرسة کآلية جوهرية لتحقيقه، على افتراض أنّ بيئة العمل الايجابية تتولد عن إشراک المدرسة لأولئک الأشخاص القادرين على بناء أفکار جديدة تؤدى إلى تحسين فرص تعلم الطـــــــــــلاب ومن ثم تحسين الأداء المدرسي ( 6:Martin; Crossland, and Johnson, 2001).
ولقد وجد الباحثون ارتباطا بين تمکين المعلمين Teacher Empowerment وتحقيق الفعالية التنظيمية على نطاق واسع وزيادة جودة التعليم(Moye; Henkin, and Egley, 2005:260). عندما يحدث تمکين المعلم فى المدرسة يمکن أن يسهم فى الرضا الوظيفي، وزيادة الدافعية، والالتزام، وتحسين الاتصال، وزيادة کفاءة اتخاذ القرارات بين المعلمين. أيضا فإن تمکين المعلم يمکن أن ينظر إليه کسلاح غير مباشر يمکن أن يستخدم لمکافحة اغتراب وانعزال المعلمين فى مهنهم(Boey, 2010: 2).
وتمکين المعلمين عملية يتم من خلالها منح المعلمين الصلاحيات والمسئوليات وتشجيعهم على المبادرة والمشارکة في اتخاذ القرارات، ومنحهم الحرية والثقة والدعم العاطفي لاستغلال طاقاتهم الذهنية کاملة في تجويد عملهم وتطوير مناخ التعليم دون تدخل مباشر من الإدارة مع تأهيلهم مهنيا على نحو مستمر للقيام بأدوارهم.