المقدمة :

إن التطلع إلى المستقبل في عالم المنظمات والمؤسسات التعليمية يستوجب استخدام التخطيط الاستراتيجي کأداة القراءة واستشراف المستقبل من حيث أنها أحد أرکان المنظومة الإدارية التي تتوج المسار الناجح للمؤسسة وتشکل حجر الزاوية والمؤشر الرئيس لتقدمها وازدهارها، فالتخطيط هو ذلک النشاط الإنساني الواعي الذي يجعل العملية الإدارية هادفة. ومن هنا تتضح أهميته فلابد أن يقوم به متخصصون، لديهم من الخبرة والدراية بأصول التخطيط الاستراتيجي وقواعده ما يمکنهم من وضع استراتيجية تتسم بالوضوح والواقعية، مما يتيح للمنفذين القدرة على تفهمها وتنفيذها. ليس هذا فحسب بل أصبح لزاماً الاتجاه إلى تبسيط معنى التخطيط الاستراتيجي ومفهومه، من خلال بعض المعلومات التي تعتبر کحد أدنى يجب أن تکون لدى کل من يشترک في العملية الإدارية، لنضمن من خلالها وحدة الفکر الاستراتيجي لدى المستويات الإدارية کافة.
ويعد التخطيط الاستراتيجي من المفاهيم الإدارية الحديثة التي ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر، وارتبط مفهومه بالمفاهيم العسکرية ثم الصناعية إلا أن ارتباط التخطيط الاستراتيجي بالتربية وبالمؤسسات التربوية جاء متأخراً مع بداية التسعينيات، وقد تناوله المتخصصون بالتحليل في عشرات الأبحاث باعتباره منهج نظامي يستشرف آفاق المستقبليات التربوية المحتملة والممکنة ويستعد لمواجهتها بتشخيص الإمکانات المتاحة والمتوقعة، وتصميم الاستراتيجيات البديلة، واتخاذ قرارات عقلانية بشأن تنفيذها، ومتابعة هذا التنفيذ ([1]) "