يمثل الأمان أحد الحاجات البشرية مما دفع الإدارات إلى الاهتمام به عبـر المرتکزات المجسدة له والتي تحددت في (الثقة، والشفافية، والحوکمة) علمًا بأن الثقة تعکس التوقعات الإيجابية تجاه العامليـن في المنظومة إلى درجة القبول الطوعي لهم وبما يساهم في تجنب حالات الشک من الآخريـن.
أما عن الشفافية فهي تجسد الوضوح وغياب الحيـرة فضلاً عن غياب أوجه الغموض، وفيما يخص الحوکمة فهي تکرس الجهود من أجل الالتـزام بقواعد السلوک الوظيفي في إطار المسئولية الاجتماعية بهدف تفعيل الأداء لأصحاب المصالح مع تأشيـر المخاطر عبـر فکرة الرقابة الذاتية.
وقد انطلقت مشکلة الدراسة من تساؤل مفاده:
هل تمتلک المنظومة المبحوثة المرتکزات المتـرجمة لمثلث الأمان؟
وقد افتـرضت الدراسة عدم توافر المرتکزات الأساس لمثلث الأمان في المنظومة عينة الدراسة.
کما هدفت الدراسة إلى بيان واقع مرتکزات الأمان على مستوى المنظومة ميدان التطبيق مع تحديد الأسبقية بيـن هذه المرتکزات ولتحقيق ذلک تم اعتماد الاستبانة کأداة لجمع البيانات الخاصة بالموضوع قيد الدراسة. وقد تکونت من (21) فقرة، وتم تحديد عدد من الفقرات لکل مرتکز، علمًا بأن العينة کانت عشوائية وشملت (44) فردًا من مختلف المستويات التنظيمية في المنظومة المبحوثة وقد استعان الباحثان بـ ( التکرارات، والنسب المئوية، والأوساط الحسابية، والانحرافات المعيارية، ومعامل الاختلاف ودرجة الاستجابة ) کمؤشرات إحصائية لتحديد مستوى إجابات المبحوثيـن عن فقرات کل مرتکز.
وتوصلت الدراسة إلى جملة استنتاجات أبـرزها توافر مرتکزات الأمان، في المنظومة المبحوثة حسب إجابات المبحوثيـن عن الفقرات المعبـرة عنها فضلاً عن وجود الأسبقية بيـن هذه المرتکزات، بحيث إن الثقة کمرتکز له الأولوية. وقد تقدمت الدراسة بعدة توصيات.