هدفت الدراسة التعرف على الدور الذي يلعبه رأس المال الهيکلي في تحقيق الإبداع لدى العامليـن في الجامعات الفلسطينية. استخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي، وتکون مجتمع الدراسة من جميع العامليـن في الجامعات الفلسطينية العاملة في الضفة الغربية من الأکاديمييـن والإدارييـن المتفرغيـن للعمل في هذه الجامعات.
تم تصميم استبانة کأداة لجمع البيانات، وزعت على العينة التي بلغت (357) مبحوث، وتم استـرداد (321) استبانة صالحة جميعها للتحليل الإحصائي، مثلت نسبة (89.9%) من الاستبانات الموزعة.
توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها: إن رأس المال الهيکلي له أهمية کبيـرة في الجامعات الفلسطينية متمثلاً في مجالاته المختلفة، وإن مجال الأنظمة والبـرمجيات هو أهم مجالات رأس المال الهيکلي للجامعة، يليه مجال الأنظمة والتعليمات، أما دليل الإجراءات والسياسات فجاء في المرتبة الأخيـرة. وأظهرت النتائج أيضاً بأنه يتوفر في الجامعة دليل إجراءات وسياسات معتمد بنسبة مرتفعة، بينما أکد العاملون في الجامعات على تدني المشارکة في صياغة السياسات الخاصة بالجامعة التي يعملون بها، کذلک أشارت النتائج إلى وجود أهمية مرتفعة للأنظمة والتعليمات ضمن رأس المال الهيکلي، حيث يتوفر لدى الجامعات أنظمة وتعليمات تغطي جميع جوانب العمل في الجامعة، ويتم توزيع الأنظمة والتعليمات على جميع العمادات والدوائر، ويسمح لجميع العامليـن بالاطلاع عليها، ولم تعط النتائج أهمية عالية للخطط الاستـراتيجية والتشغيلية ضمن رأس المال الهيکلي، وتشيـر النتائج إلى أنه يتوفر لدى الجامعة هيکل تنظيمي واضح ومنشور ورقياً وإلکتـرونياً بنسبة مرتفعة، وأيضاً يتوفر نظام فعال لدى الجامعة للتدقيق الداخلي والرقابة الداخلية على الأعمال الأکاديمية والإدارية.
کذلک بينت النتائج بأن أهمية مؤشرات الإبداع کانت مرتفعة، وجاء اهتمام العاملون بمؤشر التفاصيل في المرتبة الأولى، يليه الاهتمام بمؤشر الأصالة، ثم الاهتمام بمؤشر الطلاقة (الجراءة)، ثم المرونة. قدم الباحثان مجموعة من التوصيات لإدارات الجامعات الفلسطينية والمعنييـن بقطاع التعليم العالي في فلسطيـن، وکانت أهمها: ضرورة قيام إدارات الجامعات الفلسطينية بإيلاء أهمية أکبـر لتعزيـز رأس المال الهيکلي من خلال مشارکة العامليـن في صياغة دليل الإجراءات والسياسات وکذلک الخطط الاستـراتيجية والتشغيلية.