تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على واقع ممارسة إدارة سلاسل الإمداد في المنطقة الغربية بالمملکة العربية السعودية حيث شملت الدراسة أربع مدنا في المنطقة الغربية وهي جده ومکة المکرمة والطائف وينبع من خلال ثلاثة متغيرات للدراسة وهي إدارة العلاقة مع الموردين وإدارة العلاقة مع الوسطاء والموزعين وإدارة العلاقة مع الزبائن. ولهذا الغرض فلقد تم توزيع أکثر من 120 استبانة بحيث ترسل استبانة واحدة لکل شرکة حيث تمت استعادت 61 استبانة وبعد التقييم تبين وجود 57 استبانة صالحة للتحليل. ولقد أظهرت الدراسة أن درجة تطبيق سلسلة الإمداد في غالبية الشرکات بالمنطقة الغربية بشکل عام هي بدرجة متوسطة وذلک بنسبة 42.1% کأعلى نسبة تواجد بين جميع النسب بينما أظهرت الدراسة أن تطبيق المتغيرات الثلاثة للدراسة کانت عالية. فبالنسبة للمحور الأول فلقد أظهرت الدراسة أن إدارة العلاقة مع الموردين تبرز من خلال حرص الشرکات على العلاقة المبنية على الثقة والاحترام والالتزام مع الموردين، وکذلک الحرص على الحصول على أرباح ومنافع متبادلة بين الطرفين على المدى البعيد واستمرارية العلاقة بين المورد والشرکة من خلال مشارکته في أنشطتها المختلفة. أما فيما يخص محور العلاقة مع الوسطاء والموزعين فقد بينت الدراسة حرص الشرکات على توفير منتجات الشرکة في الوقت والمکان المناسب، والعمل على تطوير علاقات تعاون وعمل مشترک بعيد الأمد معهم مع الحرص على التقارب والثقة العالية المتبادلة معهم. أما فيما يخص المحور الثالث فلقد أظهرت الدراسة اهتمام الشرکات تحت الدراسة بإعلام الزبون عن المنتجات المميزة، وإدارة وحل الشکاوى الواردة من الزبائن والعمل على تحسين رضاهم. وفي جانب آخر فلقد أظهرت الدراسة أن أثر تطبيقات سلاسل الإمداد على أداء الشرکات تبرز من خلال أن ممارسات سلاسل الإمداد تزيد من مقدرة الشرکة على تحقيق قيمة اقتصادية مضافة وتسهل عملية طرح المنتجات في منافذ التوزيع، کما إنها تساهم في زيادة أرباح الشرکة وقدرتها على استخدام مواردها بما يؤدي إلى زيادة الربحية، بالإضافة لکونها تقلل تکاليف التسويق لمنتجات الشرکة. وعند إجراء تحليل الانحدار، فلقد أظهرت نتائج الدراسة وجود أثر للعلاقة مع الموردين والعلاقة مع الوسطاء والموزعين والعلاقة مع الزبائن ضمن سلسلة الإمدادعلى مستوى أداء الشرکات العاملة بالمنطقة الغربية من المملکة العربية السعودية بقيمة ذات دلالة معنوية إحصائية في کل العوامل الثلاثة. وفي النهاية فلقد اقترحت الدراسة توصيات للشرکات فيما يخص إدارة سلاسل الإمداد بشکل عام. مقدمة: يشهد العالم ثورة علمية ونهضة تکنولوجيا حضارية واسعة تتسم بالإيقاع السريع حيث تمثل العمليات الخاصة بسلسلة الإمداد عنصرًا هامًا في کفاءة وفاعلية الشرکات على اختلاف أحجامها وأنشطتها وأهدافها وطبيعة عملها، والتي تتطلب أن تکون هذه السلسلة على درجة عالية من الکفاءة في أداء العمل. حيث نتج عن ضغوط النمو من العولمة وزيادة حداثة وتطور العميل " موجات تحسين للأعمال" وذلک خلال العقود الأخيرة بدءًا بالإدارة بالأهداف والنتائج ومرورا بمراقبة الجودة الکلية ثم إدارة الجودة الشاملة ثم إعادة هندسة الأعمال ثم إدارة المعرفة وأخيرًا إدارة سلاسل الإمداد. فسلاسل الإمداد أصبحت ظاهره مهمة وذلک بسبب قيد التکلفة الذي يمکن من خلاله تحقيق ما ترغب المنظمة فيه، والموجات الجديدة والکبيرة القادمة من الفرص تقع في اختراق الجدران بين المنظمة وعملائها وبين المنظمة والموردين. ذلک أن إدارة سلسلة الإمداد تتعلق بإدارة تدفق المعلومات والمواد والخدمات والأموال عبر أي نشاط بالطريقة التي تعظم فعالية العمليات، وهي أيضًا تتعلق بتقديم أدوات جديدة أو تغيير أو تعديل أساليب معروفة. ومما لا شک فيه أن إدارة سلسلة الإمداد الناجحة سوف تخفض من التکاليف لکل من العملاء والموردين وأيضًا تدير الخطر، وتبقى على أو تحسن القيمة المضافة وهامش الربح، وبصورة متتابعة فإن الشرکات التي تکون فعاله في سلاسل الإمداد فهي الأکثر نجاحا في دنيا الأعمال اليوم. وبما أن الغاية من سلسلة الإمداد هي إحداث نوع من التکامل بين أنشطة الشرکة الرئيسة بدءًا من الشروع في عمليات التخطيط والرقابة الخاصة بالمواد والإمدادات والخدمات وتدفق المعلومات من المورد إلى المنتجين وصولاً إلى تقديم المنتج إلى الزبون النهائي فإن الاهتمام بإحداث التکامل يشکل تغييرًا جذريًا في إدارة نماذج الأعمال الحديثة وقد أشار هذا التغيير إلى الشرکات العاملة بصورة فردية إلى عدم قدرتها على المنافسة کوحدات مستقلة فالمنافسة ستکون من خلال کفاءة وفاعلية سلاسل الإمداد الخاصة بها ويشکل هذا التغيير توجها استراتيجيا لسلسلة الإمداد.