تهدف الدراسة إلى بيان دور المشروعات الصغيرة في استيعاب الأيدي العاملة وتوطينها ومدى قابلية السعوديين من أصحاب مشروعات أو عمالة للفکرة وجاهزيتهم لها. وقد طبقت على المشروعات التي يرعاها صندوق المئوية بمنطقة الرياض، حيث شملت الدراسة عينة عددها (293) مشروعًا من مختلف الأنواع: تجاري، وخدمي، وصناعي، وزراعي، والمستفيدين من صندوق المئوية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تم مراجعة نتائج أهم الدراسات السابقة في هذا المجال. وأيضًا تم استخدام استبانة وزعت على أفراد عينة الدراسة. رکزت الدراسة على اختبار أربعة فروض. ولأغراض التحليل الإحصائي، تم استخدام أساليب الإحصاء الوصفي وتحليل التباين الأحادي، ومعامل الثبات، ومعامل الارتباط. وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها:
- توفر المشروعات الصغيرة فرص عمل مناسبة للسعوديين.
- يحرص أصحاب المشروعات الصغيرة على توظيف السعوديين ونقل الخبرة إليهم من العمالة الوافدة.
- يصعب على أصحاب المشروعات الصغيرة إيجاد الأيدي العاملة السعودية المتخصصة، ولذا يثقون في العمالة الوافدة لإنجاز تلک الأعمال التخصصية أکثر من السعوديين.
- تحول العوائق الاجتماعية بين السعوديين وبين بعض الوظائف في المشروعات الصغيرة.
- يظهر دور الجهات الراعية في عملية التنسيق والتنظيم والتخطيط للوظائف في المشروعات الصغيرة.
وفي نهاية الدراسة تم استعراض العديد من الاقتراحات والتوصيات الأکاديمية المتعلقة بدور المشروعات الصغيرة في استيعاب الأيدي العاملة، وتوطينها. ولعل من أهم هذه التوصيات:
- ضرورة قيام الجهات ذات العلاقة بتنمية ودعم المشروعات الصغيرة بزيادة الوعي لدى المجتمع السعودي بأهمية تلک المشروعات.
- ضرورة الربط بين المشروعات العملاقة والمشروعات الصغيرة بحيث تقوم الأولى بتقدم تسهيلات لهذه المشروعات الصغيرة.
- العمل على الربط بين مخرجات التعليم والفرص التي توفرها المشروعات الصغيرة.
- إنشاء جهة رسمية تکون مهمتها تقديم الدعم المادي والتنظيمي والتوجيهي لأصحاب المشروعات الصغيرة والراغبين في العمل.
- إطلاق برامج تدريبية تنتهي بالتوظيف.
الکلمات المفتاحية: توطين الوظائف (السعودة) - المشروعات الصغيرة - البطالة.
مـقـدمـة
شهدت الآونة الأخيرة أهمية بالغة ودور فعال للمشروعات الصغيرة في خلق فرص وظيفية واستيعاب الأيدي العاملة إلى جانب دورها في الاستثمار ورفع معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول المتقدمة والنامية أيضًا. ففي أمريکا، مثلاً تشکل الفرص الوظيفية التي تخلقها المشروعات الصغيرة النسبة الأکبر من بين إجمالي الفرص المتوافرة في القطاع الخاص (Headd, 2003: 2). "وتشير الإحصاءات إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل 98% من مجموع المؤسسات العاملة في معظم دول العالم، وقد نما دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة مع نهاية عهد الاقتصاد الموجه وتفعيل دور منظمة التجارة العالمية" (کاسب وآخرون، 2007: 4).
لذلک أصبح من الأهمية على أصحاب القرار توجيه الدعم اللازم الذي تحتاجه المشروعات الصغيرة، والاهتمام بها، في البلدان العربية عمومًا وفي المملکة العربية السعودية خصوصًا، من أجل الاستفادة من تلک المشروعات في دفع العجلة الاقتصادية وتوفيرها لاحتواء العدد المتزايد من الأيدي العاملة الوطنية الباحثة عن عمل. وسيحاول الباحث في هذه الدراسة إلقاء الضوء على دور تلک المشروعات الصغيرة في استيعاب الأيدي العاملة وتوطينها، وطرح بعض التوصيات لتطوير وتفعيل دورها، والترکيز عليها وعلى الجهات الراعية لها.
وإيمانًا من قيادة هذا البلد بذلک الدور الحيوي فقد تم تأسيس عدد من الجهات ذات العلاقة المباشرة کصندوق المئوية وغير المباشرة کصندوق تنمية الموارد البشرية؛ بهدف رعاية المشروعات الصغيرة، وتقديم الدعم اللازم ماديًا ومعنويًا لأصحابها وموظفيها السعوديين؛ لتکون لبنة حقيقية لدعم القاعدة الاقتصادية الوطنية في ظل التوجهات الاقتصادية الجديدة المرتکزة على تشجيع المبادرات التجارية لصغار المستثمرين.
کما تجدر الإشارة إلى أن تعريف المشروعات الصغيرة غير موحد دوليًا ولم يتم الاتفاق عليه حتى لحظة إعداد هذه الدراسة حيث يعتمد التعريف على المعايير المستخدمة لتقييم تلک المشروعات کعدد العمال، مستوى التقنية أو حجم رأس المال المستثمر في المشروع "لذلک نجد التباين في تبني تعريف معين للمشروعات الصغيرة بين دولة وأخرى، ومن مرحلة إلى أخرى بما يتفق وإمکانات بلد ما وظروفه الاقتصادية، کما قد يختلف في داخل البلد نفسه وذلک حسب مراحل النمو الذي يمر بها اقتصاد ذلک البلد" (الأسرج 1، 2006: 2).