يعد الحديث عن المرأة المسلمة من الموضوعات المهمة المتعلقة بجوانب الحضارة الإسلامية، فهي تعد ركيزة أسياسية من الركائز التي تُكَوِّن المجتمع المسلم. كما يعد القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي من أهم الفترات التي شهدت دورًا مهمًا للمرأة؛ فقد لعب النساء دورًا مهمًا في جميع المجالات الحضارية، وكان رأسها المجال السياسي، فقد تدخلت المرأة في شئون الحكم والسيطرة على خلفائه، فأصبحت المرأة تولي الخلافة من تشاء وتعزل منها من تريد، أو تغير قرارا يصدر من الخليفة لصالح طموحاتها في بسط سيطرتها ونفوذها؛ الأمر الذي كان له أثاره الوخيمة على الدولة العباسية. ولم يقتصر دور المرأة على النساء الحرائر، بل شاركهنَ فيه الجواري والقهرمانات؛ فقد لعبن –أيضا- دورًا كبيرًا في السيطرة على بعض الخلفاء؛ فسلبن عقولهن وجعلوهم كالدمية في أيديهن يحركْنَها وفق أهوائهن، فأصبحْنَ يولِّينَ الخلفاء ويعزلْنَهم، ويرغمنهم على عزل أرباب المناصب الرفيعة في الدولة كالوزراء والأمراء والقادة، ولم يهمل المستشرقون الحديث عن دور المرأة  في حضارتنا الإسلامية، فكتبوا عن جميع تفاصيل حياتها وإسهاماتها في المجالات الحضارية المختلفة. ومن هؤلاء المستشرق الألماني «آدم متز» Adam Metz الذي كتب عن المرأة في الحضارة الإسلامية في كتابه( الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري)
أو (نهضة الإسلامDie Renaissance Des Islam). فقد تحدث عن المرأة ودورها تفصيلا في مواطن كثيرة، وموزعه على فصول الكتاب الذي كتبه عن الحضارة الإسلامية خلال القرن الرابع الهجري، فتحدث عن دورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي. وقد اتبع الباحث المنهج التحليلي النقدي القائم على جمع المعلومات المتعلقة بالمرأة من الكتاب وتحليلها، ثم مقارنتها مع المصادر التاريخية لبيان مدى صحتها من عدمه.