ملخص الدراسة
مفاخرة السيف والقلم بين ابن برد الأصغر ت نحو 440ه والقلقشندي ت821ه " دراسة موازنة"
تقيم هذه الدراسة موازنة بين مفاخرتين لأديبين کبيرين: أحدهما أندلسي هو ابن برد الأصغر، والآخر مشرقي هو أبو العباس القلقشندي. وتعد المفاخرتان بمثابة مرآة عاکسة للواقع السياسي والاجتماعي المُعَاش في ظل ملوک الطوائف في الأندلس 422-488ه، وعصر المماليک في المشرق 648-923ه، حيث تصوران ما تعانيه الطبقة المثقفة في هذين العصرين، وتصوران الصراع بين أرباب السيف الذين ينظرون إلى طبقة الأدباء وأهل الفکر نظرة احتقار وانتقاص، ويرون أنفسهم أحق بالسلطة، في حين يرى أصحاب القلم أنهم أهل لذلک؛ لما يتمتعون به من رؤية صائبة، وثقافة عالية، وتأثير فعَّال وقوي في توجيه المجتمع والعمل على رقيه.
ولم يشأ الکاتبان أن يبينا وينبها تنبيهًا مباشرًا إلى ما حلّ بالکُتَّاب وأهل الفکر من جور وغبن في هذين العصرين، فنحى کل منهما منحى رمزيًا؛ ليشيد بفضل أرباب القلم في بناء الدولة، وإدارة أمورها جنبًا إلى جنب مع أصحاب السيف، فهما وجهان لعملة واحدة، ولا تقوم الدولة على أحدهما دون الآخر.
ومفاخرتا: ابن برد الأصغر وأبي العباس القلقشندي –في الأصل- رسالة توجه بها الکاتبان إلى ممدوحيهما، ومن ثّمَّ فدراستنا لمفاخرة السيف والقلم تستوجب الوقوف عند: المرسِل، والمُرسَل إليه، والعلاقة بينهما، وأثر هذه العلاقة في المفاخرتين، ثم دراسة مضمون المفاخرتين؛ للوصول إلى خصائصهما الموضوعية والفنية الجمالية، وإبراز أوجه الاتفاق والاختلاف بينهما، وقد ناسب ذلک أن تکون الدراسة في: تمهيد، وثلاثة مباحث.