تتأسّس هذه الدراسة على منهجٍ استقرائيّ لبعض ظواهر تحليل الوعي وما يتعلّق به من مسائل
في الإطار العام لفلسفة الذّهن، وعلاقة ذلک بعلوم اللسان، خصوصًا العلاقة المادية- الذهنية بين الدال والمدلول. ونعالج من خلال الأطروحات المُقدّمَة بعض النماذج العلمية، التي تتخذ من منهج البحث البينيّ مُنطلقًا تفسيريًّا للنماذج المُناقشَة، لأنّ فهم هذه القضايا لا يُمکن أنْ يخرج عن الاستعانة بمناهج العلوم العصبية والبيولوجية والفلسفية والطبيعية عمومًا...إلخ، في التحليل.
الفرضية الرئيسية للدراسة هي أنّ الوعي يُمثّل الخلفية غير المادية لبزوغ اللغة داخل الذهن، وإنْ کانت الدراسات المعاصرة لم تَحسم هذه الإشکالية بعدُ، فيما أُطلق عليه (الفجوة التفسيرية) لبزوغ غير الماديّ (العقل) عن الماديّ (الجسد – الدماغ)، في سياق الفلسفة العصبية العامة التي تعالج هذا الأمر.
وسوف تناقش الدراسة- ما أمکن وباختصار- بعض الأفکار النظرية الخاصة بهذه المنطقة البحثية، مع التطبيق على بعض النماذج المُختارة للتحليل، بهدف مقاربة وجهات النّظر، وربط العلاقات المنبثقة عن التحليل...إلخ، في إطارٍ علميٍّ بينيٍّ، نحاول تأسيسه لمحاولة الإجابة عن السؤال الرئيس:
ما العلاقة بين اللغة والوعي؟