يقوم هذا البحث على بيان العلاقة بين المصدر والوصف المشتق، فبينهما علاقة تبادل حيث إنه لما كان للوصف المشتق دلالة على الحدث والذات ارتبط معناه بأبواب معينة لا يقع الكلام معها إلَّا وصفًا مشتقًا، وفي دلالة المصدر على الحدث المجرد من الزمن ارتبط وجوده بأبواب أخرى لا يقع الكلام معها إلَّا مصدرًا، وهذا ما ألزمته الصناعة النحوية، ولكن وقع المصدر موقع الوصف المشتق في أبواب معينة، وهي باب الخبر، والحال، والنعت، ومن النحويين من قصر هذا الأمر على السماع ومنهم من أجاز فيه القياس، كما وقع الوصف المشتق موقع المصدر في مواضع أخرى أيضًا كما في "هنيئًا ومريئًا"، وعائذًا بالله، وأقائمًا وقد قعد الناس، ومن النحويين من تمسك بالصناعة النحوية في تأويل هذا الأمر، ومنهم من سار وراء المعنى وبَيَّن أنَّ السبب في هذا الأمر يرجع إلى معنى المبالغة، والتوسع والاختصار، فمن هنا كان موضوع هذا البحث، وهو بيان العلاقة بين المصدر والوصف المشتق في حدوث التبادل بينهما، ووقوع كل منهما موقع صاحبه، وجاء البحث بعنوان: "ما بين المصدر والوصف المشتق"، وجاء البحث على تمهيد بعنوان: بين المصدر والوصف، والفصل الأول بعنوان: وقوع المصدر موقع الوصف المشتق، والفصل الثاني بعنوان: وقوع الوصف المشتق موقع المصدر، ثم الخاتمة، وفهرس للمصادر والمراجع، وآخر للموضوعات.