تركز دراسات الفخار على قيمته الجمالية إلا أن أي تغييرٍ في سمة من سمات الإناء الفخاري ينتج عنه تغيرفي السمات الأخرى؛ ولقد تأخرت كثيرا تلك الدراسات التي تتناول تغير تقنية صناعة الفخار من فترة لأخرى، لذا فإن الدراسات الحديثة تحث على دراسة نسيج الفخار، والذي يحتوي على المواد المضافة التي لم تدرسبعد بشكل منتظم؛ نظراً لأن فترة العصر الحجري الحديث في مصر تُوصف بأنها غير مفهومة تناولت هذه الدراسة المواد المضافة التي تظهر في نسيج الفخار بعد الحرق والمستخدمة في صناعة الأواني الفخارية في حضارات وادي النيل في مصر خلال العصر الحجري الحديث مثل الفيوم ومرمدة بني سلامة وحلوان/العُمري والبداري؛ ونظراً لقيام الدراسات السابقة بتحديد المواد المضافة في نسيج الفخار لكن دون الاهتمام بوظيفة واستخدامات تلك الأواني الفخارية قامت هذه الورقة البحثية بتحديد العلاقة بين هذه المواد واستخدامات الأواني بوصفها سلوكاً بشرياًّ فردياًّ توجد بينه وبين السلوك الاجتماعي علاقة مباشرة وكذلك العلاقة بين المواد المضافة للإناء الفخاري والزخارف المنفذة عليه.
استخدمت الدراسة المنهج التاريخي والوصفي التحليلي الخاص بتحليل هيكل التصميم – أي التصور المسبق - ووجدت أن فخار الفيوم كان فخاراً خشناً مضافاً له مواد نباتية ومعدنية، وهو يختلف بذلك عن فخار مرمدة بني سلامة التي افتقرت أوانيها للإضافات مع صقلها أفقياً ثم زادت الخشونة والأشكال وقلَّت الزخارف. واحتوت أواني حلوان/العُمري على المغرة الحمراء أحياناً، ثم ظهرت تركيبات متنوعة الخشونة في فخار البداري مما يعني وجود استخدامات محددة للأواني, وهو ما يعكس تطور المجتمع وتطور صناعة الفخار؛ لذا تستنتج هذه الدراسة أن المواد المضافة التي تظهر في نسيج الأواني الفخارية بعد الحرق لها علاقة بزخارف وفنون ما قبل التاريخ.