ماتيت هى إحدى المعبودات اللائى صُوِّرن على هيئة اللبؤة فى مصر القديمة أو ارتبطن بها، مثل "تفنوت" في هليوبوليس، و"سخمت"في منف، و"باستت"ربة بوبسطة في الدلتا، و"محيت"فى نخن(هيراکونبوليس). و قد عبدت "ماتيت" في مصر القديمة منذ عصر الدولة القديمة؛ و استمرت عبادتها حتى العصرين اليونانى و الرومانى، فقُدست ماتيت کزوجة للمعبود "نمتى" Nmty (= "عنتى" anty) ، فى اﻹقليم الثانى عشر من أقاليم مصر العليا، و الذى کان يسمى إقليم "الجبل و الحية؟". و تؤکد مقابر دير الجبراوى، بأن "ماتيت" کانت الإلهة الحامية لهذا الإقليم برفقة المعبود "نمتى"، حيث تودد أهل هذه المنطقة إليها فى الأدعية الکثيرة المسجلة على جدران مقابرهم بالإضافة الى الإلهين أوزير و أنوبيس.
تظهر القوائم الجغرافية فى المعابد المتأخرة أن "ماتيت" لم تحتفظ فقط بموقعها و مکانتها کمعبودة للإقليم المذکور سلفاً فقط حتى النهاية، بل کان لها نصيب من الشهرة خارج إقليمها فى تلک الحقبة، فقد قدست "ماتيت" فى دندرة کشکل من أشکال الإلهة المحلية حتحور، و کذلک کمظهر من مظاهر الإلهة إيزيس "المبتهجة". و ذکرت "ماتيت" کذلک فى العصور المتأخرة فى الإقليم الثامن من أقاليم مصر العليا (تا–ور). صورت"ماتيت"على الآثار المصرية بأکثر من هيئة؛ و لعل أولها و أقدمها تلک الصورة التى وردت فى عصر الدولة القديمة و کانت على هيئة حيوانية کاملة، بيد أنها کانت مستخدمة کمخصص تصويرى فقط لاسم هذه المعبودة، حيث صورت "ماتيت" على شکل لبؤة راقدة فوق حامل رموز الاقاليم و الآلهة المسمى iAt "إيات"،بينما صور ذيلها منتصبا بتَقوِس أو مرتفعا و مائلا تجاه الامام فوق المؤخرة و ليس ملتفا حول فخذ الحيوان الخلفية کما هو المعتاد فى تصوير علامة الأسد الذکر الهيروغليفية و شکله أو صورته فنياً، ثم أصبحت "ماتيت" فى عصر الدولة الحديثة و ما بعدها تصور على هيئة امرأة برأس لبؤة، فظهرت خلال نقش سُجل على أحد جدران معبد مدينة هابو على هيئة نصف بشرية کامرأة واقفة لها رأس لبؤة و ذات فم مغلق يعلو رأسها قرص الشمس المزين بالصل الملکى (الکوبرا)، و الذى ربما أضيف لصورتها فقط منذ عصر الدولة الحديثة، و تمسک بيدها اليسرى صولجان الـ"وادچ"wAD، و باليد اليمنى-المرسلة بجانبها-علامة الـ"عنخ" بوصفهما رمزين مميزين لها.
و فى العصرين اليونانى و الرومانى کذلک، و تحديداً فى معبد دندرة صورت ماتيت مرتين فى المقصورة الثالثة من المقاصير الأوزيرية فى معبد دندرة بهيئتين مختلفتين، نقشت الأولى عند المدخل المؤدى للمقصورة، کإلهة حامية على هيئة امرأة برأس لبؤة مسلحة بسکينين،و فى السجل الثانى من المقصورة الأوزيرية الثالثة، صورت "ماتيت" مرة أخرى لکنها هذه المرة على هيئة حيوانية کاملة و بشکل متناسق مع الالهة "محيت"، التى صورت فى الجهة المقابلة لهذا المشهد بالطريقة ذاتها، و هما يحميان جثمان أوزير، راقدتين على مقصورتين مقدستين على هيئة قاعدة مستطيلة بينما يقف من خلفها طائر جارح يبدو أنه ابن إيزيس (حورس) ناشراَ جناحيه فى وضع الحماية، و صورت ماتيت مرتدية تاج الآتف الموضوع فوق قرنى کبش أفقييين، و بتفاصيل دقيقة يلاحظ وجود المخصص الذى يشير لاسمها متخذا الشکل الحيوانى ذا الذيل المرتفع بتقوس فى اتجاه الأمام کما کان فى عصر الدولة القديمة، بيد أن ذيلها فى هذا النقش و الذى يصورها فوق القاعدة المستطيلة لا يلتف بشکل مقوس و مرتفع فوق ظهرها أو تحديدا فخذها و إنما يلتف حول مؤخرتها و يعود مرة أخرى باتجاه الخلف فى وضع يشبه وضع القطة عندما تکون غاضبة و ربما يشير ذلک للتحذير من أن غضبة هذا الحارس شديدة.