يهدف البحث إلي دراسة الحوض الجاف الأثري الواقع بمدينة الدخيلة بالإسکندرية وتنبع أهميته من أنه نمط متميز وغير تقليدي في العمارة الإسلامية کما أن النماذج الباقية منه نادرة، وقد أمر محمد علي باشا بإنشاء الحوض الجاف بالدخيلة بالإسکندرية سنة 1835م لعمارة السفن وإصلاحها ضمن اهتمامه الاستراتيجي بتعزيز القوي البحرية وزيادة الأسطول وقد تناول البحث الحوض الجاف من الناحية الأثرية والمعمارية مع دراسة الوضع الراهن له ومظاهر التلف والتدهور التي يعاني منها وقد تم عمل دراسة تحليلية لمکونات ومظاهر تلف مواد البناء للحوض الجاف، حيث تم أخذ عينات من الأحجار والمونات وطبقات البياض وذلک لدراسة ترکيبها المعدني باستخدام الميکروسکوب المستقطب والميکروسکوب الالکتروني الماسح وطريقة حيود الأشعة السينية, کما تم دراسة الخواص الفيزيائية والميکانيکية للأحجار الجيرية المستخدمة في تشيده للتعرف علي حالتها, وقد بينت نتائج هذه الدراسة أن الأحجار الجيرية المستخدمة في البناء أحجار جيرية أوليتية والتي تحتوي علي الحفريات ذات الشکل البطروخي ، کما أوضح الفحص بالميکروسکوب الالکتروني الماسح تفکک مکونات الاحجار وتعرض بعض أجزائها للإذابة ووجود أملاح متبلورة بين المکونات المعدنية ووجود فجوات وانفصالات . أظهرت نتائج التحليل بحيود الآشعة السينية أن الأحجار الجيرية المستخدمة في بناء الحوض تتکون أساسا من معدن الکالسيت Calcite CaCO3 ونسبة ضئيلة من معدن الکوارتز Quartz SiO2 إضافة إلى بعض أکاسيد الحديد Iron Oxides , ونسبة ضئيلة من معدني الدولوميت Dolomite Ca,Mg (CO3)2 والهاليت Halite NaCl, کما وجد أن المونة المستخدمة بالحوض عبارة عن خليط من الجير والرمل, أما بالنسبة لطبقات البياض فقد تبين أنها تتکون من معدني الکالسيت والکوارتز, وقد احتوت کل من المونة وطبقات البياض علي معدن الهاليت ( کلوريد الصوديوم ) نتيجة تعرض الأحجار لماء البحر مما أدي إلي تلف وتدهور المونة وطبقات البياض ، کما أظهرت نتائج دراسة خواص الخواص الفيزيائية والميکانيکية للأحجار الجيرية المستخدمة في بناء الحوض انخفاض قوة تحمل الضغط للأحجار مع زيادة نسبة إمتصاصها للماء ومساميتها , وذلک بسبب ما تتعرض له من عوامل تلف داخلية وخارجية متنوعة أدت بدورها للعديد من مظاهر التلف وقد أتضح من الدراسة مدي التأثير المتلف لمياة البحر والرياح المحملة بالرمال في تلف وتدهور مواد بناء الحوض الجاف وقد أختتم البحث بتوصيات ترميم وعلاج وصيانة الحوض الجاف من مظاهر التلف والتدهور للحفاظ عليه وحمايته کمثال نادر في مصر لهذا النوع من العمارة