تمثل مشکلة الغذاء رکنا هاما في السياسة الزراعية والاقتصادية المصرية، ويعتبر ارتفاع الأسعار بشکل کبير أهم ظواهر هذه المشکلة، ولمکانة الألبان ومنتجاتها، فإن الزيادات الکبيرة في أسعارها في السنوات الأخيرة ما يدعو إلى دراستها بشکل جاد حتى يتسنى العمل على حفز الاستثمارات في هذا المجال لزيادة المعروض وخفض أو تثبيت الأسعار، حيث تعتبر الألبان من أهم المکونات الرئيسية للمنتجات الحيوانية من جهة و مصدر من مصادر الناتج القومي الإجمالي من جهة أخرى، بالرغم من الأهمية الغذائية للألبان، إلا أن المتاح منها في مصر لا يکفى باحتياجات الاستهلاک نتيجة زيادة أعداد السکان بمعدلات نمو مرتفعة تفوق الزيادة في إنتاج الألبان في مصر، حيث بلغت کمية اللبن المنتجة في مصر عام 2014 حوالي 5.55 مليون طن، تقدر قيمتها بحوالي 23.9 مليار جنيه، تمثل نحو 8.46% من قيمة الإنتاج الزراعي، البالغ حوالي 282.4 مليار جنيه، و نحو 24.4% من قيمة الإنتاج الحيواني، البالغ نحو 97.8 مليار جنيه خلال نفس العام. کما يعد اللبن من الناحية الغذائية من أهم مصادر الغذاء الصحي المتوازن نظرا لإحتوائه على العديد من العناصر الضرورية مثل الفيتامينات والأملاح المعدنية والبروتين والدهون التي توجد بنسب ملائمة لاحتياجات الجسم کما انه غذاء سهل الهضم ويعتبر أرخص من أي غذاء مساوي له في القيمة الغذائية، کما أن زيادة استهلاکه تزيد من مناعة الجسم من مخاطر الأمراض. ويبلغ متوسط نصيب الفرد من الألبان حوالي 75.7 کجم في السنة، بمعدل 207.4 جرام في اليوم عام 2014، بنقص عما کان الفرد يستهلکه عام 2000 بحوالي 1.8 کجم بنسبة نقص بلغت نحو 2.3%. ويعد هذا المتوسط أقل بکثير من المتوسطات العالمية التي يوصى بها علماء التغذية للفرد في کل من الولايات المتحدة الأمريکية، وروسيا ودول السوق الأوربية المشترکة، بألا يقل استهلاک الفرد عن 180 کجم في السنة في صورة لبن أو منتجاته، أو150 کجم في السنة وهو الحد الأدنى للتغذية السليمة طبقاً لمعيار منظمة الزراعة والأغذية (الفاو).