نعيش في عصر من الثورة التکنولوجية الهائلة في مجالات المعلومات والاتصالات والتي حولت العالم لقرية صغيرة وکان لها تأثيرات إيجابية عديدة على حياة أغلب سکان المعمورة خاصةً مع ظهور الشبکة العنکبوتية الدولية والإنترنت. ومع ذلک، فإن لکل تکنولوجيا حديثة جوانبها السلبية خاصةً تلک التي تتعلق بالعوامل النفسية والاجتماعية لأفراد المجتمع. ومن بين أبرز هذه التأثيرات السلبية ما يُعرف في عصرنا الحالي بإدمان الإنترنت، وارتبط به أيضاً کنوع فرعي الإدمان على شبکات التواصل الاجتماعي‏.          ولقد صار استخدام الإنترنت يتزايد بشکل هائل يومًا بعد يوم في ظل الاعتماد على التطورات التقنية. ومن تبعاته أن الاستخدام الکثيف والمفرط للإنترنت قد يؤدي إلى استخدام إدماني للإنترنت يطلق عليه إدمان الإنترنت (Yilmaz, Şimşek, Ceyhan, & Bakioğlu, 2016). ولقد تم تقديم مفهوم إدمان الإنترنت- للمرة الأولى- في الاجتماع السنوي لرابطة علم النفس الأمريکية عام 1996. وخلال العقد الماضي، تم قبول مصطلح "إدمان الإنترنت" واعتباره من الاضطرابات، ذلک أن الأشخاص المدمنين على الإنترنت، لديهم أعراض مشابهة لتلک الأعراض المرتبطة بأنواع الإدمان الأخرى ومنها المقامرة المرضية، وربما يعانون من اضطرابات متعددة. وتشير البحوث أنه اضطراب نفسي فسيولوجي، يتضمن تغيرات وجدانية، وأعراضاً انسحابية، وانقطاعاً عن العلاقات الاجتماعية