العدالة عموماً والعدالة التنظيمية خصوصاً کانت، ولا تزال، وسيلة هامة وغاية کبرى يطمح إليها کل قائد وکل تنظيم، فهي قرينة ملازمة للصحة التنظيمية وشرط هام لتجنب الفساد المؤسسي، کما تعد الثقة التنظيمية إحدى أهم أساسيات التفاعل الإنساني، فمن خلالها يشعر الأفراد أنهم في بيئة تنظيمية أکثر أماناً وفاعلية، فضلاً عن کونها الموجه الرئيس لجودة العلاقات البشرية داخل المنظمات.
من هذا المنطلق استهدف البحث التعرف على مستويات کل ٍمن العدالة التنظيمية، والثقة التنظيمية کما يدرکها أعضاء هيئة التدريس في کلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة، ودلالة الفروق في مستويات کلٍ منهما تبعاً لمتغيري (الدرجة العلمية والتخصص "القسم العلمي")، وکذلک الکشف عن واقع العلاقة بين مستوى العدالة التنظيمية في الکلية، ومستوى الثقة التنظيمية کما يدرکها أعضاء هيئة التدريس، ولتحقيق ذلک تم مراجعة الإطار النظري لکل من الثقة التنظيمية والعدالة التنظيمية کما ورد في الکتب والأدبيات، کما تم الاستعانة بالمنهج الوصفي، من خلال تطبيق مقياس العدالة التنظيمية، واستبانة الثقة التنظيمية على عينة بلغت (87) عضو هيئة تدريس بالکلية، وبعد المعالجة الإحصائية توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج أهمها أن المستوى العام للعدالة التنظيمية في کلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهر يميل إلى التوسط، وأن العدالة التوزيعية تحتل المرتبة الأولى من حيث المستوى، تليها العدالة التفاعلية ثم العدالة الإجرائية، بينما تحتل العدالة التقويمية المرتبة الأخيرة، کما سجل المستوى العام للثقة التنظيمية لدى أعضاء هيئة التدريس في کلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة درجة متوسطة، وکان أفضل أبعادها الثقة في الزملاء، يليه الثقة في قيادة الکلية، ثم الثقة في رئيس القسم بالمرتبة الأخيرة، کذلک أظهرت الدراسة وجود علاقة قوية موجبة ودالة بين مستوى العدالة التنظيمية في الکلية، ومستوى الثقة التنظيمية کما يدرکها أعضاء هيئة التدريس. وأخيراً قدمت الدراسة عدداً من التوصيات للارتقاء بمستويات العدالة والثقة التنظيمية في کلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة.