آفاق النهوض بالتصنيع الزراعي

تعزيز التكامل بين الزراعة والصناعة

إعادة هيكلة سياسات الدعم

إدارة الموارد المائية بكفاءة

في سياق تحليل الأداء الاقتصادي للقطاع الزراعي والصناعات الغذائية في مصر، لا بد من تسليط الضوء على تطورات السنوات الأخيرة، حيث تشير البيانات إلى أن صادرات الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية قد حققت قفزة ملحوظة، فعلى سبيل المثال، تجاوزت صادرات الحاصلات الزراعية خلال العام الحالي حاجز الـ 10 مليار دولار، وبالتالي لا يمكن الفصل بين الصناعات الغذائية والحاصلات الغذائية، مما يعكس أهمية تكامل القطاعين الزراعي والصناعي. كذلك لا تقتصر الحاصلات الزراعية فقط على الزراعة التقليدية، بل تشمل عمليات التجفيف والتخزين والتعبئة والتصنيع، مما يضيف قيمة مضافة كبيرة. وبالنظر إلى التركيبة الحالية للصادرات الزراعية، يلاحظ حدوث تحولاً عن النمط التقليدي السائد في التسعينيات من لقرن الماضي، والذي كان يركز على القطن وبعض المواد الخام. الآن نلاحظ حدوث توسعًا في الصادرات وفقًا للطلب الإقليمي والدولي مثل الموالح والبطاطس تحديدًا والخضروات بأنواعها، وهو ما يعكس تحولاً في ديناميكية القطاع الزراعي. وعلى الرغم من التحسن في الصادرات الزراعية والغذائية، إلا أن العجز في الميزان التجاري ما زال يمثل تحديًا قائمًا. فالواردات الزراعية التي تتركز في الحبوب (مثل القمح والذرة) والزيوت النباتية، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمحدودية الموارد الطبيعية، خاصة المياه والأراضي الزراعية. تواجه مصر - باعتبارها واحدة من أكبر الدول المستوردة للقمح - تحديًا كبيراً يتمثل في التوفيق بين توفير الأمن الغذائي وتحقيق الاستدامة المائية.