بناء الإنسان الصالح الغاية الأهم التي يسعى إليها المجتمع المصري قيادة وشعباً وأمنا، وهذا البناء يحتاج إلى تربية تُنَمَّى من خلالها شخصيةُ المواطن المصري المتكاملة من شتى جوانبها: العقلية، والانفعالية، والجسمية، والاجتماعية. ولابد أن تكون هذه التربية مصدرها المعتقدات الصحيحة والمبادئ والقيم والثوابت المصرية الراسخة؛ لكي نستطيع الوصول بالشخصية الإنسانية إلى البناء المنشود. وتُعد المبادرات الرئاسية الصاعدة نقطة تحول مضيئة (Turning Point) داخل المجتمع في ظل حرص القيادة السياسية على إحداث تغييرات نوعية وبناء الإنسان المصري صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا، وتوطين لمفهوم العدالة الاجتماعية؛ من خلال تبني سياسات حماية متكاملة هادفة لرفع العبء عن كاهل المواطنين وتقديم الدعم لجميع الفئات داخل المجتمع، وتحسين جودة الحياة، والاستثمار في رأس المال البشري في سبيل تحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل. ولا شك أن مناهج الدراسات الاجتماعية بمنظومتها المتكاملة– معلم – متعلم – محتوى – طرق تعلم – بيئة تعلم – أداة من أدوات المجتمع المصري لتحقيق الأهداف كافة التي يسعى إلى تحقيقها، بل وسيط  فعال لتحقيق خطط التنمية المستدامة حاضرا ومستقبلاً؛ فالمناهج التعليمية مسؤولة عن بناء وتطوير شخصية المتعلمين وصقلها بما يتوافق مع القيم الوطنية، والاجتماعية والبيئية، والاقتصادية، والأمنية؛ من خلال وضع الخطط المدروسة والبرامج التي تستهدف في غرس وتثبيت قيم التماسك المجتمعي بواسطة الممارسات التدريسية (تخطيطا وتنفيذا وتقويما) التي تتسم بالديناميكية والمواكبة مع تطورات خطط التنمية المستدامة المصرية. هذا ، ويُعد التماسك المجتمعي حجر الأساس في بناء المجتمع المصري، وبقاءه وتطوره في ظل التحديات المستمرة والتطلعات المستقبلية، ولعل تحقيق هذا يتطلب تمتع أفراد المجتمع بقيم التفاعل والتنمية المستدامة - المشاركة – الانتماء – الولاء – الحس الوطني – الديمقراطية –     التعايش – المواطنة – الوحدة الوطنية- نبذ العدوان – قبول الآخر – التسامح؛ فالمجتمع المتماسك قادر على تحقيق مستويات أفضل من الحياة الكريمة وتحقيق مستوى أعلى في التنمية المستدامة بجوانبها المختلفة. لذا فقد جاءت هذه الورقة لتسليط الضوء على ممارسات تدريس مناهج الدراسات الاجتماعية الداعمة لقيم التماسك المجتمعي في ضوء المبادرات الرئاسية الصاعدة، وتنتهي باقتراح سيناريو ممكنة لهذه المتغيرات؛ والتي سيتم استعراضها بالتفصيل في متن هذه الورقة، وتدور حول المحاور التالية: أولًا: ممارسات تدريس مناهج الدراسات الاجتماعية الداعمة لقيم التنمية المستدامة. ثانيًا: قيم التماسك المجتمعي. ثالثًا: المبادرات الرئاسية الصاعدة. رابعاً: سيناريو مقترح للمبادرات الرئاسية المصرية الداعمة للتنمية المستدامة. كذلك قد جاءت الورقة الحالية لتتطرق إلى ممارسات التدريس لمعلمي الدراسات الاجتماعية الداعمة لقيم التماسك المجتمعي وأبعاده في ظل سطوع المبادرات الرئاسية المصرية؛ من خلال استقراء عدد من المحاور وتقديم الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات المستقبلية.