هدفت الدراسة إلى قياس تأثير استخدام الوسائط المتعددة على فهم وتذكر المبحوثين لمضامين التقارير الصحفية بالمقارنة بفهمهم وتذكرهم للتقارير الصحفية النصية على مواقع الصحف الرقمية، واستخدمت المنهج شبه التجريبي، لذا عمدت الباحثة إلى اختيار ثلاث تقارير في ثلاث مجالات مختلفة وهي سياسية واقتصادية واجتماعية، بالتطبيق على ستين مبحوث، تم تقسيمهم إلى أربع مجموعات، بواقع 15 مبحوث لكل مجموعة، واعتمدت الباحثة على الاختبار البعدي فقط للمجموعات الضابطة والتجريبية جميعا، وقامت الباحثة بتصميم مقياسين أحدهما لقياس الفهم والآخر لقياس التذكر، وقد أسفرت الدراسة عن
-   ان النص المكتوب مازال يحتفظ بقدرته على إيصال المعلومة وفهمها، في حين احتل الانفوجراف المرتبة الأولى فيما يتعلق بالفهم في التقرير الاقتصادي، أما في التقرير الاجتماعي فقد احتل الفيديو المرتبة الأولى في فهم المبحوثين لمحتوى التقرير.
-   أكدت نتائج العمليات الإحصائية وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المبحوثين في فهم التقارير الصحفية السياسية قي المجموعة الضابطة، والمبحوثين في المجموعة التجريبية التي تعرضت للانفوجراف لصالح المجموعة الضابطة.
-   يوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعة الضابطة وكل من المجموعتين التجريبيتين (المالتيميديا والفيديو) حول درجة فهم المبحوثين للتقارير الاقتصادية في المواقع الصحفية لصالح المجموعة الضابطة.
-   بينما لا توجد فروق ذات دلالة بين مجموعات الدراسة الضابطة والتجريبية حول درجة فهم التقارير الاجتماعية.
- أما بالنسبة للتذكر فقد احتل النص المرتبة الأولى في كل من القضايا السياسية والاقتصادية، في حين تقاربت كل إجابات المبحوثين على مقياس التذكر في التقرير الاجتماعي.
-   وقد أكدت الدراسة على أنه توجد فروق ذات دلالة احصائية بين المجموعة الضابطة (النص) والمجموعة التجريبية (الانفوجراف)، حول درجة تذكر المبحوثين للتقارير الصحفية للقضايا السياسية في المواقع الصحفية، وذلك لصالح  المجموعة الضابطة.
  - كما توصلت النتائج إلى أنه لا يوجد فروق دالة إحصائيًا بين المجموعة الضابطة والمجموعات التجريبية حول درجة تذكر المبحوثين للتقارير الاجتماعية في المواقع الصحفية.
وخلاصة ما سبق فالنص يناسب الفهم والتذكر في كل من التقارير السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويسهم الانفوجراف بشكل أكثر فعالية لفهم التقارير الاقتصادية نظرا لطبيعتها التي غالبا ما تتضمن أرقاما، في حين لا يتناسب الانفوجراف كوسيط لفهم التقارير السياسية نظرا لاحتياجها في الغالب لتفصيل وشرح، ويساعد الفيديو على فهم التقارير السياسية والاقتصادية، لكنه لا يساعد على تثبيت المعلومة، وبالتالي لا يساعد على تذكر تفاصيل التقرير الصحفي، وبالنسبة للوسائط المتعددة معا فهي تسهم في تحقيق الفهم والتذكر لبعض أنواع التقارير- خاصة الاجتماعية، ولكنها قد تصيب القارئ بالتشتت وعدم القدرة على التركيز في بعض أنواع التقارير الأخرى مثل التقارير الاقتصادية و السياسية، وهو ما يؤكد على فروض نظرية الانغماس التي استحدثتها الباحثة من تحليل الدراسات السابقة التي تناولت تلك النظرية.