عرف المجتمع البشري ظاهرة المرتزقة منذ أمد بعيد, وكانت عاملًا وعنصرًا مهمًّا، تم استخدامه في الحروب والصراعات, سواء كان ذلك قبل نشأة الدول، واستقرارها، وتشكيل مؤسساتها، ومنها المؤسسات العسكرية والأمنية, أم بعد قيام الدول، والجيوش الوطنية, وازدادت أهمية المرتزقة بصورة كبيرة في الوقت الحاضر، وقيام الدول العظمى باستخدام المرتزقة للتحكم في مُقدَّرات، وثروات، الدول الضعيفة( )، وتقويض بعض الأنظمة الحاكمة في دول العالم الثالث, والقيام بانقلابات ضد الأنظمة التي تعارض سياسات هذه الدول, كما تم استخدام هؤلاء المرتزقة لمحاربة المقاومين، وحركات التحرر الوطني, وقمع حرية الشعوب المقهورة، والمظلومة، المتطلعة إلى استنشاق هواء الحرية، ودحر الاحتلال.
خاصة مع وجود الشركات العسكرية والأمنية الخاصة، كما أن انتشارها، في الوقت الراهن، أصبح أمر ظاهرًا وجليًّا، بالإضافة إلى قوتها جعلها فاعلاً رئيسًا، وعنصرًا مهمًّا، في الحروب الحديثة، الأمر الذي مكّنها من التأثير في العلاقات والأوضاع الدولية؛ لذلك سوف نقوم بإلقاء الضوء علي ظاهرة الشركات العسكرية والأمنية الخاصة, وذلك في المبحثين اأمام المحكمة الجنائية أمام المحكمة الجنائية