تشكل الديانات المصرية القديمة جدلاً كبيراً في قوة دلالاتها ووظائفها ووصفها نظراً لما تحمله من مواصفات مظهرية وجوهرية تختلف الواحدة عن الأخرى تبعاً لواجبات تلك الآلهة لاسيما في الحياة اليومية المصرية القديمة. فقد عاشت حضارة وادي النيل عصوراً طويلة من المجد الحضاري الذي رافقته الآلهة المصرية بمختلف مسمياتها. وقد اعتاد الملوك الفراعنة على مختلف الحقب والسلالات والعوائل على احترام قدسية الآلهة ودورها الكبير في الحياة اليومية (الدنيوية والدينية). أما التوحيد فلم يكن أمرا يسيراً في استيعاب المصريين آنذاك، لاسيما في عهد الملك امونحتب الرابع الذي أصبح يعرف فيما بعد بالملك اخناتون، هذا الملك الموحد الذي سعى إلى إنهاء العبادات المتعددة لاسيما عبادة الإله( آمون) ليوحد عبادة المصريين نحو الإله (آتون) اله الشمس، ولتكن الآلهة الوحيدة لعبادة المصريين القدماء على الرغم من مقاومة كهنة معابد (آمون) له ولجهوده الكبيرة في توحيد الآلهة المصرية في التاريخ المصري القديم. يتطرق البحث إلى دراسة تلك الجوانب المهمة لفكر التوحيد الديني في حضارة وادي النيل، لاسيما جهود الملك اخناتون الموحد في إدارة الدولة المصرية التي خرجت من تعدد العبادات نحو التوحيد وعلى مبحثين. تضمن المبحث الأول الحياة الدينية في مصر القديمة، أما المبحث الثاني فقد تضمن دراسة التوحيد وجهود اخناتون وعصره المتميز في تاريخ مصر القديمة ،وعلى الرغم من تباين وجهات النظر من قبل الباحثين والمؤرخين ما بين مؤيد لمنجزات اخناتون التوحيدية، ومخالف لتلك المنجزات والتوجهات. ثم أدرجت الباحثة أهم الاستنتاجات التي خرج بها البحث، ومن ثم إدراج قائمة للمصادر والمراجع التي اعتمدت عليها الباحثة في دراستها الحالية. والله الموفق.