يعد اضطراب طيف الأوتيزم من الاضطرابات النمائية المعقدة التي تظهر في مرحلة مبكرة من عمر الطفل، وتستمر فترة قد تطول وقد تقصر، حيث يظهر معظم الأطفال اضطراب طيف الأوتيزم علامات تدل على ذلك الاضطراب خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، ويؤثر بالسلب على جميع مظاهر النمو اللغوي والاجتماعي والعقلي والانفعالي ويعتبر اضطراب طيف الأوتيزم من أكثر الاضطرابات النمائية غموضاً لعدم وجود اتفاق على أسبابة الحقيقية (في حدود اطلاع الباحثة) على وجه التحديد من ناحية، وكذلك شدة وغرابة أنماط سلوكه اللاتكيفية من ناحية أخرى، فهو حالة تتميز بمجموعة أعراض يغلب عليها انشغال الطفل بذاته وتقوقعه حول ذاته تقوقعا مسرفا، إضافة إلى عجز مهاراته الاجتماعية وقصور تواصله اللفظي وغير اللفظي الذي يؤدي الى ضعف الحصيلة اللغوية وبالتالي يحول بينه وبين التفاعل الاجتماعي مع المحيطين به وهو حالة من حالات الاضطرابات النمائية الشاملة تتسم لغة الطفل فيها بالاضطراب الشديد فيغلب عليه الترديد أو ما يسمى الايكولاليا أو البلاليا.
واضطراب طيف الأوتيزم كما أشار هشام الخولي (2010، 13-14) أحد المفاهيم التي شهدت وما تزال سلسلة من التناقضات والازدواجية والخلط مع المفاهيم التي لا تمت بصلة من قريب أو بعيد بهذا الاضطراب النمائي الذي يصيب بعض الأطفال، مثل مصطلح التوحد identification ومصطلح الأوتيزم Autism ، ولعل من الأسباب التي أدت إلى شيوع مثل هذه الظواهر السلبية الحرية المسئولة، ضآلة الخبرات العلمية، الاعتقادات الخاطئة، جمود الفكر، الخيال الزائف والطلق......إلخ، هذا بالإضافة إلى عدم وجود ترجمة عربية لمصطلح Autism فمصطلح autism هو اضطراب نمائي يصيب بعض الأطفال قبل أن يكتمل عمر الطفل ثلاث سنوات وله العديد من الأسباب، وقد أطلقت مسميات عديدة متنوعة على كلمة Autism