هدفت هذه الدراسة إلى توظيف الرموز التراثية الكويتية ذات البعد الجمالي في تصميم المعلقات الجدارية، وذلك من خلال استكشاف القيم الفنية والتشكيلية الكامنة في التراث الشعبي، وتوظيفها بشكل إبداعي في مجال التربية الفنية، وتمثلت مشكلة البحث في ضعف استثمار الموروث الثقافي في الممارسات الفنية التربوية المعاصرة، مما ينعكس سلبًا على تعزيز الهوية والانتماء لدى الطلاب.
استخدمت الباحثة المنهج التجريبي من خلال تطبيق ورش عمل على عينة من طلاب قسم التربية الفنية، حيث تم تدريبهم على كيفية استلهام الرموز التراثية وتوظيفها في تصميم معلقات جدارية تحمل طابعًا جماليًا ومعاصرًا، كما تم تحليل الأعمال المنتجة باستخدام بطاقة تحليل علمية لقياس مدى تحقيق الأهداف الجمالية والتربوية.
وتوصلت الدراسة إلى نتائج إيجابية أبرزت أهمية توظيف الرموز التراثية في تنمية الحس الفني والإبداعي لدى الطلاب، وتعزيز ارتباطهم بالهوية الثقافية، وأوصت الدراسة بضرورة إدراج مفردات التراث الفني في مناهج التربية الفنية، وتنظيم ورش عمل تركز على هذا الجانب.
المقدمة:
تعتبر المعلقات الجدارية جزءًا أساسيًا من التعبير الفني في المدن الحديثة، فإن البحث عن طرق لتحقيق توازن بين الحداثة والتراث يبقى من التحديات الرئيسية للفنانين والمصممين، ويبرز هذا البحث أهمية استغلال القيم الجمالية للرموز التراثية في تصميم المعلقات الجدارية كوسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية والتراثيه والفنية للمجتمعات، يهدف هذا البحث إلى استكشاف الطرق التي يمكن من خلالها دمج الرموز التراثية بأساليب التصميم الحديثة لإنتاج أعمال معلقة تجمع بين الجمالية التقليدية والإبداع الحديث، ومن خلال تحليل دراسات سابقة وتجارب عملية، سيسلط هذا البحث الضوء على التأثير المحتمل لاستخدام القيم الجمالية للرموز التراثية في إثراء تجربة المعلقات الجدارية وإبراز أهمية الربط بين التراث الكويتي والحداثة في مجال الفن الحضاري.