تتناول الورقة التحليل النظري لإمكانات وتحديات دمج الذكاء الاصطناعي في نمذجة المحتوى المفاهيمي للمعاجم العربية الرقمية، مع تركيزٍ خاص على ثنائية الفرص التي تتيحها التقنيات الحديثة وتحديات التنفيذ وعوائق الهيكلة. وتُبرز كيف يُمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي إعادة تشكيل الدور الوظيفي للمعاجم عبر تمكينها من تحويل التعريفات الثابتة إلى نماذج ديناميكية قادرة على استيعاب السياقات المتغيرة للمصطلحات، خصوصا في زمن الثورة التكنولوجية والدفق المستمر للمفاهيم العلمية الجديدة.
وسلطت الضوء من ناحية الفرص على: قدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع التعقيدات اللغوية العربية المميزة، إضافة إلى إمكانية توحيد المصطلحات العربية عبر الحدود الجغرافية باستخدام تقنيات التعلم الآلي، وكذلك تحويل المعاجم إلى واجهات تفاعلية تتضمن السياقات الثقافية والعلمية المتنوعة في تعريفاتها.
أما عن التحديات، فشملت: تعقيد نمذجة الاختلاف والتنوع اللهجي في المصطلحات التقنية، وكذلك قلة وندرة البيانات اللغوية المدربة عالية الجودة في المجالات المتخصصة (مثل علوم البيانات وغيرها)، بالإضافة إلى تحدي الموازنة بين قدرة الذكاء الاصطناعي على الاستيعاب السريع والضبط الأكاديمي المطلوب في التعريفات المعجمية.
وتؤكد الورقة على أن نجاح ذلك الانتقال النوعي يتطلب جسر الهوة بين المنحى اللغوي ونظيره التقني مع وضع أطر معيارية لضمان جودة المصطلحات وحفظ الهوية اللغوية العربية. كما تُناقش الحاجة إلى سياسات تعاونية عربية لإنشاء بنى تحتية رقمية موحدة تدعم الذكاء الاصطناعي في معالجة اللغة.