تتناول هذه الدراسة طبيعة العلاقات التجارية بين مصر واليمن خلال العصر العباسي الأول، مبرزةً الأثر الحضاري العميق الذي خلفته تلك العلاقات في تشكيل ملامح التفاعل بين البلدين. كما تُبرز الدراسة أهمية الطرق البرية والبحرية في دعم حركة التبادل التجاري بينهما، مما أسهم في تعزيز الروابط الحضارية بين البلدين في مختلف المجالات. وقد وقع اختيار مصر واليمن كنموذجين للدراسة نظرًا لموقعهما الجغرافي الاستراتيجي، الذي جعلهما مركزين محوريين في شبكة التجارة بين الشرق والغرب.
تهدف الدراسة إلى التعرف على تأثير النشاط التجاري في تقوية الروابط الحضارية بين مصر واليمن خلال العصر العباسي الأول، مع التركيز على كيفية تأثير هذه العلاقات في نقل المعارف والتقاليد بين الثقافات المختلفة. وقد تم اختيار العصر العباسي الأول كإطار زمني للدراسة لما شهدته هذه الفترة من ازدهار اقتصادي وحضاري، الذي كان له تأثير ملموس على الحياة التجارية والثقافية في العالم الإسلامي.
توصلت الدراسة إلى عدة نتائج رئيسية، من أبرزها أن التجارة بين مصر واليمن لم تكن مجرد نشاط اقتصادي تقليدي، بل كانت محركًا رئيسيًا للتفاعل الثقافي والاجتماعي بين البلدين. كما أظهرت النتائج أن هذا التبادل التجاري أسهم في ظهور ملامح حضارية مشتركة، ونشر المعارف الدينية والفكرية، إلى جانب ازدهار الأسواق والصناعات والأنماط المعيشية، مما يبرز الدور الحيوي للتجارة في تعزيز الوحدة الحضارية بين مصر واليمن في تلك الحقبة.