يُعد أسلوب الاستخدام من الأساليب البلاغية البديعية الدقيقة التي تبرز روعة القرآن الكريم ودقته في تعبيراته، وجودة نظمه، وحسن سبكه، وإيجازه، وتوسيع دلالاته، إلى غير ذلك من المحاسن والمزايا التي يتميز بها هذا الأسلوب في القرآن الكريم.
ويأتي هذا البحث لبيان موقف الإمام الألوسي من أسلوب الاستخدام، وتوظيفه في تفسيره: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع الثاني، من خلال دراسة تحليلية لبعض النماذج التي اعتمد فيها الإمام الألوسي على هذا الأسلوب الدقيق.
وكان من أهم نتائج البحث: أن علم البديع من العلوم الضرورية لإدراك إعجاز القرآن الكريم، وأن للإمام الألوسي جهودا طيبة في مجال علم البديع أثرى بها تفسيره، وأن أسلوب الاستخدام يفتح باب التأويل، ويفسح المجال للتفسيرات المتعددة، كما يساعد على تنبيه المخاطب وإيقاظه وإثارة فكره؛ فيكون المعنى أوقع في النفس، وأبلغ وأقوى أثرا، وأن الإمام الألوسي يُعد من أكثر المفسرين الذين استعملوا أسلوب الاستخدام ووظفوه في تفاسيرهم؛ حيث ذكره حوالي خمسين مرة، مقويا استعماله في عدة مواضع، ومجوزا استعماله في مواضع، ومستبعدا استعماله في مواضع أخرى. وكان من أهم توصيات البحث: وضع علوم البلاغة الثلاثة كمقررات لطلاب التفسير وعلوم القرآن في مرحلة الليسانس ومرحلة الدراسات العليا؛ نظرا لأهميتها البالغة في الوقوف على إعجاز القرآن الكريم، وتكثيف الدراسات حول تفسير الإمام الألوسي؛ فقد حوى دررا وكنوزا ثمينة في مجالات متعددة.