تهدف هذه الدراسة إلى تقديم رؤى لفهم أزمة تغير المناخ، وأبعادها، وآثارها المتنوعة، وتداعياتها الإقليمية والعالمية التي تهدد السلم والأمن الدوليين خارجيا، وتعرض الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدول داخليا للخطر. كما تسعى إلى تحديد الإجراءات المتاحة لمعالجة هذه الأزمة العالمية، وضمان الأمن المناخي العالمي، واستكشاف الاستراتيجيات اللازمة لمواجهة هذا التحدي. وتعتمد هذه الدراسة على تقييم كيفية تأثير تغير المناخ على صياغة السياسات على المستويات المحلية والوطنية والدولية. ويركز البحث على فهم الأطر الحالية والتحديات والفرص في صياغة سياسات مناخية فعّالة باستخدام نموذج الاختيار العقلاني ومدخل تحليل النظم. ويُعد تغير المناخ، الذي يتميز بارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط الطقس، وزيادة تواتر الأحداث الجوية المتطرفة، تحديًا عالميًّا حاسمًا. وتتطلب آثاره الواسعة على النظم البيئية وصحة الإنسان والاقتصادات استجابة سياسية شاملة، حيث يؤدي تغير المناخ إلى الضغط على الموارد الطبيعية، مثل المياه والتربة والنظم البيئية، مما يؤثر على مُتطلبات تحقيق الأمن الإنساني وتلبية الاحتياجات الأساسية، وينتج عن ذلك حالات من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي. وتُعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدة من أكثر المناطق عرضة لتأثيرات تغير المناخ في العالم. وفي السنوات الأخيرة، ظهرت آثار التدهور البيئي بشكل واضح على الاستقرار السياسي والاجتماعي بسبب الجفاف وانعدام الأمن الغذائي الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، ومن المرجح أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع في عدة دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.