يهدف هذا البحث إلى دراسة حالة الفقر متعدد الأبعاد بين الأسر الريفية، باعتباره عاملا مؤثرا في دفع عجلة نمو الاقتصاد الريفي. ولتحقيق ذلك، تم اعتماد تقنية المعاينة متعددة المراحل لاختيار عينة مكونة من 120 أسرة، وجُمعت البيانات من خلال استبيان مُنظم مدعوم بمقابلات ميدانية أُجريت في عام 2022. وقد خضعت البيانات المُجمعة للتحليل باستخدام كلٍّ من الإحصاءات الوصفية والاستنتاجية. وفي إطار ذلك، تكشف النتائج التجريبية عن أن منطقة الدراسة تتمتع بقوة عاملة اقتصادية نشطة وصحية، ذات مستوى تعليمي جيد، يغلب عليها الطابع الزراعي، مندمجة عالميًّا، ومتقبلة للتقنيات الحديثة، مع امتلاكها لرأس مال اجتماعي قوي. ومع ذلك، يواجه السكان الريفيون تحديات متعددة، أبرزها ارتفاع أعداد أفراد الأسر، ونقص الائتمان، واستمرار الصور النمطية المبنية على النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى انتشار الحيازات الزراعية غير الاقتصادية. كما أظهرت النتائج تفشي الفقر متعدد الأبعاد في المنطقة، حيث يعاني الأفراد من الحرمان في بُعدين على الأقل. ويرجع تفشي الفقر إلى عوامل عديدة، من بينها الحجم الأسري غير المستدام، وضعف تبني التدابير المبتكرة لتعزيز سبل العيش. وتُعد خدمات الإرشاد الزراعي أحد العوامل الحاسمة في الحد من حدة الفقر متعدد الأبعاد في المنطقة. وعلى الرغم من هذه التحديات، تبنّى السكان الريفيون استراتيجيات متنوعة لمكافحة الفقر، شملت التدابير الذاتية، والاجتماعية، والدينية، والطبية. وبناءً على هذه النتائج، يدعو البحث إلى تعزيز إدماج النوع الاجتماعي كآلية لكسر الحلقة المفرغة للفقر بين النساء، بالإضافة إلى توفير الأصول الإنتاجية التي تُمكّن الفقراء الريفيين من تجاوز البيع الاضطراري الناتج عن محدودية حجم العمليات الاقتصادية.