تتناول هذه الدراسة أزمة تايوان بوصفها واحدة من أبرز التهديدات التي تواجه الاستقرار الأمني في منطقة شرق آسيا، خاصة في ظل التصعيد العسكري الصيني والدعم الأمريكي المستمر لتايوان. تسلط الدراسة الضوء على تطور العلاقات الصينية-التايوانية، وتزايد الأنشطة العسكرية لبكين حول الجزيرة، بما يشمل المناورات البحرية والجوية، واختراق المجال الجوي، مما يعكس تصاعدًا في حدة التوترات. كما تستعرض الدراسة ردود الفعل الدولية، وخصوصًا التحالفات العسكرية مثل تحالف "أوكوس" بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة، وتحالف "كواد" الذي يضم أيضًا اليابان والهند، ودور هذه التحالفات في موازنة النفوذ الصيني. وتشير الدراسة إلى تحول بعض دول جنوب شرق آسيا نحو مواقف أكثر حذرًا، نظرًا لتداخل مصالحها الأمنية والاقتصادية مع الصين. اعتمدت الدراسة على عدة مناهج تحليلية، أبرزها المنهج التاريخي لفهم جذور الأزمة، ومنهج المصلحة الوطنية لتفسير سلوك الدول، ومنهج النظم لتحليل تفاعلات الأزمة ومخرجاتها. وخلصت إلى أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى زعزعة الأمن الإقليمي، مع تزايد احتمالات المواجهة العسكرية. وأوصت بأهمية تفعيل الحوار الدبلوماسي، وتهدئة سباق التسلح، وتعزيز دور المنظمات الإقليمية في احتواء الأزمة وتفادي أي صراع محتمل يهدد استقرار المنطقة بأكملها.