مع نهاية الصراع الايديولوجي بين المعسكرين الشرقي والغربي, أصبحت الحروب تُشن نتيجة الاختيار أكثر منها للدفاع عن الأراضي, ومن هنا ظهرت حاجة ملحة لوضع اخلاقيات للحرب, ونظرية الحرب العادلة هي ذلك الإطار الذي يتضمن مجموعة من القيم والضوابط والمعايير التي تحدد في مجموعها ما هو عادل وما هو غير عادل بالنسبة للحرب, سواءً علي مستوي شنها ابتداءً أو علي مستوي إدارة عملياتها بعد اندلاعها فعلاً, وتعتبر فكرة الحرب العادلة دعوة الي السلام وتقليل الصراعات بين الدول, ففي مقابل الحرب هنالك تصور للسلام أو النزعة السلمية.
فالحرب هي آفة الانسان, وإهتم والزر بقضية الحرب العادلة محاولاً البحث عن قواعد ومعايير لجعل الحرب عادلة بعيداً عن فكرة الحرب المقدسة أو المبررات الدينية للحروب, فتكون الحرب عادلة إذا كانت تدافع عن قضية مقبولة, وصادرة عن هيئة تشريعية, وتكون بعد فشل كافة الحلول السلمية, إذا توافرت تلك الشروط تكون الحرب عادلة.
وعلي الرغم من أن والزر جعل عنوان كتابه الأشهر "الحروب العادلة والحروب غير العادلة"إلا أنه أقر أن العمل السياسي قد يتطلب بعض الأفعال غير الاخلاقية لتحقيق المصلحة العامة للمجتمع, وعقب أحداث 11 سبتمبر 2001م أصدر مايكل والزر رفقة ستين اكاديمياً امريكياً بياناً بعنوان "لماذا نحارب" رسالة من امريكا" أوضح البيان آراء فكرية وقيم أساسية تمثل وفقاً لهم أفضل ما في الولايات المتحدة الامريكية إنها القيم التي ذهبت امريكا الي الحرب من أجلها.