إن العلاقة بين القدرات البدنية والأداء المهاري في مجال الرياضة تعد من المحاور الرئيسية التي تسعى العديد من الدراسات إلى توضيحها. فالقدرات البدنية، مثل القوة العضلية والتحمل والمرونة، تلعب دورًا محوريًا في تحسين الأداء الرياضي على مستويات مختلفة. هذه القدرات تؤثر بشكل مباشر على كيفية تنفيذ الرياضيين لمهاراتهم الفنية والحركية في مواقف المنافسة والتدريب، مما يجعل من الضروري تحليل كيفية تفاعلها مع الأداء المهاري لضمان تطوير أداء رياضي متكامل. وفقًا لدراسة "جونز وآخرون" (2018)، فإن التوازن بين القدرات البدنية والمهارات الحركية يمكن أن يكون العنصر الأكثر أهمية في تحقيق النجاح الرياضي على المدى الطويل.

تلعب اختبارات اللياقة البدنية دورًا محوريًا في عمليات القبول بكليات التربية الرياضية، حيث تستخدم كأداة لتقييم ما إذا كان الطالب المتقدم يمتلك المؤهلات البدنية التي تمكنه من النجاح في الدراسة الأكاديمية والعملية. ومع ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هناك علاقة واضحة ومباشرة بين نتائج هذه الاختبارات البدنية ومستوى الأداء المهاري للطلاب؟ فقد أشارت دراسة "سميث وآخرون" (2020) إلى أن هناك تباينًا في تأثير بعض القدرات البدنية مثل السرعة والقوة على الأداء المهاري في بعض الرياضات الفردية والجماعية.

تُعد الشبكات العصبية الاصطناعية واحدة من الأدوات الحديثة في مجال تحليل البيانات المعقدة في العلوم الرياضية، حيث تقدم نموذجًا قويًا لفهم العلاقات المعقدة بين المتغيرات. فهي قادرة على تحليل تأثير القدرات البدنية المختلفة على الأداء المهاري عبر تحليل البيانات متعددة الأبعاد. وأظهرت دراسة "براون" (2021) أن استخدام الشبكات العصبية في التحليل الرياضي يمكن أن يساعد في تحديد الأنماط والعوامل المؤثرة بدقة أعلى مما كان متاحًا في التحليلات التقليدية، مما يوفر أدلة علمية قوية لتطوير المناهج التدريبية