الأهداف: تسعى الدراسة إلى عرض وتحليل الأصول الإبستمولوجية لنظرية الاختيار العقلاني وفرضياتها، وما يتصل بها من إشكاليات منهجية؛ بهدف تحليل عَيِّنة من مواقف الحياة اليومية، والتعرّف على توجيه كلٍّ من العقلانية الفردية والجماعية لاختيارات الفعل عند الأفراد.
المنهجية: اعتمدت الدراسة على منهجية تحليل الموقف، باعتبارها منهجية كيفية مستمدة من النظرية المُوثَّقة؛ لوصف وتحليل آليات اختيار الفعل عند الأفراد في مواقف الحياة اليومية. استخدمت الباحثة "صحيفة تسجيل الموقف" لجمع المواقف من عيّنة عرضية عددها 113 موقفًا، وتم عرض نماذج من هذه المواقف من خلال الخرائط الموقفيّة.
النتائج: أظهرت الدراسة أن أكثر المواقف التي تعكس مقولات نظرية الاختيار العقلاني، تواجه الفرد في كلٍّ من بيئة الأسرة وبيئة العمل؛ ففي بيئة الأسرة، تُستخدم العلاقات الأُسرية كعامل ضغط على الأفراد في المواقف المتعلقة بالزواج، والطلاق، والاختيارات الدراسية، والمستقبل المهني، والمطالبة بالحقوق المادية بين أفراد الأسرة. أما في بيئة العمل، فالعلاقات المهنية، والمكاسب المادية والمعنوية، تُوجّه الأفراد لاختيار ما لا يرغبون فيه.
الخلاصة: وضحت الدراسة أن العقلانية الجمعية تُوجّه الأفراد في اختيارات الفعل عبر مسارين رئيسين: مسار الحِرص على العلاقات الاجتماعية، ومسار الصورة الذهنية للفرد أمام المجتمع.
أما العقلانية الفردية، فتُوجّه الأفراد من خلال ثلاث مسارات رئيسية: المسار الغريزي للأمومة والأبوة، ومسار المصالح المادية، ومسار أمن وسلامة الفرد من أيّ ضرر.