تسعى الدراسة الحالية للكشف عن العوامل المؤثرة على قبول وتبني الباحثين في مجال الإعلام والاتصال لتطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي في إعداد وصياغة بحوثهم العملية، وذلك بالاستناد إلى المتغيرات الأساسية الأربعة للنظرية الموحدة لقبول واستخدام التكنولوجيا (توقع الأداء، توقع الجهد، إدراك التأثير الاجتماعي، إدارك مدى توفر الظروف المواتية). كما ترصد الدراسة ملامح وأبعاد ومجالات استخدام باحثي الإعلام لتقنيات الذكاء الاصطناعي في البحوث، بالإضافة إلى دوافع وتحديات هذا الاستخدام والنوايا السلوكية لتطويره في المستقبل. أجريت الدراسة على عينة متاحة قوامها 200 مفردة من الباحثين والأكاديميين في الجامعات المصرية الحكومية والخاصة باستخدام استمارة الاستبيان الإلكترونية. وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود درجة مرتفعة من المعرفة لدى الباحثين بمجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي في البحوث، ودرجة متوسطة من إدراك خصائص هذه التقنيات الإيجابية والسلبية، كما سجل أفراد العينة معدل متوسط من الاستخدام الفعلي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في البحوث، وخاصة في مجالات التدقيق اللغوي والترجمة، وجمع وتصنيف الدراسات السابقة، وإعادة الصياغة. وتمثلت أهم تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في احتمالية تحيز وعدم دقة البيانات التي يتم توليدها، وعدم توافر المعلومات الكافية حول طرق توظيف الذكاء الاصطناعي في البحوث، وشبهة التعدي على حقوق النشر والتأليف. وأثبتت اختبارات الفروض وجود تأثير لمتغيرات النظرية الأربعة على معدل قبول وتبني الباحثين للذكاء الاصطناعي، كما ظهر تأثير لمتغير النوع لصالح الذكور والعمر لصالح الفئة (من 30 إلى 45 عاما) على العلاقة بين المتغيرات المستقلة ومتغير استخدام الذكاء الاصطناعي في البحوث. في حين لم يتبين وجود أثر لمتغيرات النوع والعمر والدرجة العلمية والتخصص الدقيق على مستوى قبول وتبني الذكاء الاصطناعي في مجال البحث العلمي.