يعالجُ هذا البحثُ الحِجاجَ البلاغيّ في شعر ديك الجنّ وأثره في إنتاج الدلالة الشعرية؛ وفقَ نظرية بيرلمان وتيتيكاه الجديدة في الحِجاج البلاغيّ، وديك الجنّ -كما لا يخفى – أحدُ أقطاب الحركة التجديدية القوية التي ظهرت في الشعر العربيّ في بدايات العصر العبّاسيّ، الحركة التي بدأت ببشّار بن بُرْد (ت 168هـ)، واستوَتْ على يد صديق ديك الجنّ وتلميذه أبي تمّام (ت 231هـ). وقد كان ديكُ الجنّ معظَّمًا بين شعراء عصره، كما سيأتي في ترجمته، ومعظّمًا أيضًا عند النقَّاد، وقد عرّف هذا البحث بديك الجنّ؛ إذ إنّ معرفة حياة الشاعر تساعد في فهْم شعره وكشْف مراميه، ثمّ وقف البحث مع مصطلح "الحِجاج البلاغيّ".
وبعد ذلك فصّل القول في بنية الحِجاج البلاغيّ؛ فتناول الحُجج شبه المنطقية، والحُجج المؤسسَّة على بنية الواقع، والحُجج المؤسِّسة لبنية الواقع، والحُجج التي تستدعي القِيَم، والحُجج التي تستدعي المشترك. وتلا ذلك الخاتمة، وتضمَّنت النتائج التي خلص إليها البحث، ومن أهمّها: أنّ ديكَ الجنّ استطاع أن يوظِّف طاقة الحِجاج البلاغيّ توظيفًا حسنًا؛ لترويج فكرِه، وتسويغ فعله، والدفاع عن نفسه. وفي نهاية البحث ثبتٌ بالمصادر والمراجع.