يتلخص هذا البحث في بيان اهتمام الشريعة الإسلامية بتهيئة الإنسان بدنيا ً ونفسياً عند الشروع في عمل من الأعمال التعبدية، سواء كانت عبادة أو وظيفة أو غير ذلك، وذلك بتجنبه المشوشات والمنغصات والمكدرات التي تعتريه؛ من أجل إيقاع العمل على وجه الكمال، متعرضاً لنماذج من السنة النبوية يتضح من خلالها تأصيل هذه المسألة من السنة النبوية، وأن تهيؤ الإنسان للعمل قبل الشروع مما يؤدي إلى تجويد العمل وتحسينه لبلوغ مرتبة الكمال فيه، فينال بذلك أجره وافياً غير منقوص. هذا وقد كان الباعث على هذا البحث بيان اهتمام الشريعة بإيفاء متطلبات العمل، والتحقق بإجادة العمل وتحسينه، وإظهار مقاصد الشريعة في أن المطلوب هو تحسين العمل لا مجرد كثرته، وقد جاء في السنة النبوية كثير من النصوص الدالة على تشريع أحكام ترمي إلى تحقيق هذا المعنى، ولذلك كانت حدود البحث غير مقيدة بكتب خاصة، وإنما انتقيت مما هو متاح من دواوين السنة النبوية بما يناسب الموضوع، وكان من أهداف البحث إظهار الهدي النبوي في تهيئة النفس وإعدادها قبل الشروع في العمل.  وجاءت النتائج بما يتوافق مع أهداف البحث من إثبات وتقرير أن إيقاع العمل على وجه الكمال يترتب عليه نيل الثواب الموعود به كاملاً، واتضح أيضاً من نتائج البحث اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بأمر أمته، حيث لم يترك نصحاً، ولم يأل جهداً في توعية الأمة بما فيه صلاحها وسدادها.
الكلمات المفتاحية: تهيئة الأحوال النفسية – العبادات - السنة النبوية - دراسة موضوعية.