يحاول هذا البحث أن يجيب عن تساؤل عريض وهام وحساس للغاية وهو: ما هو دور علم النفس في عملقة الحضارة، وإعطاء مساحة نفسية كبيرة للثقافة مستندين في ذلك إلى أفكار فرويد عالم النفس في إطارها التحليلي، وذلك بمحاولة كشف اللثام والغموض الدائم الذي يكتتف النفس الإنسانية بشعورها ولا شعورها وبتحركها صعودًا وهبوطًا، وبتأثيراتها الجذرية على حياة الإنسان وحضارته وتقدمه.     هذا التقدم المرهون بكفاح النفسي في اتجاه البزوغ والنمو. ومما لا شك فيه أن الحضارة ليست عرجاء، بل هي تمشي على قدمين، القدم الأول: هو التطور المادي – بكافة اشكاله- والقدم الثاني هو التطور الروحي والوجداني والمتمثل في الإنسان بكافة أشكالها، ومنها علي سبيل المثال علم النفس بمضمونه ونظرته التحليلية.. إنه الطموح والتعالي والتسامي، لكي يكون الإنسان من خلال علم النفس التحليلي الفرويدي أكثر قدرة على مجابهة الحياة والواقع الرديء، بطموح قادر بل وتعالي على سخافات الحياة للمضي في مسيرة التقدم والترقي الحضاري.     ولذلك كان بحثنا هذا بمثابة غطاء شامل لكافة جوانب الدراسة من البحث في ذاتية فرويدية إلى أسس التحليل النفسي إلى الحضارة والثقافة وأخيرًا نستلهم الأبعاد النفسية للحضارة (البعد السياسي- الأخلاقي- الديني – الاجتماعي – المرأة نموذجًا) .