ظفرت بلاد المغرب بعد فتح المسلمين لها، بتراث معماري وفني عظيم، فهي تزخر بالآثار الإسلامية المتنوعة فى أصولها وتكوينها وطابعها العام ووظائفها، والتي لا تقل فى عظمتها عن أجمل المنشآت المعمارية فى مصر والشام وبلاد فارس وغيرها.

فقد شغلت الحليات المعمارية والزخرفية مكانة هامة فى الفنون الإسلامية بوجه عام، فالحليات المعمارية والزخرفية تقوم بدور جمالي فى المبني، مما يكسب العمارة طابعها الخاص المميز، إلا أن مثل هذه الحليات لم تحظ بدراسات مفردة فى مجال الفنون الإسلامية على الرغم من كثرتها فى عمائر المغرب الأقصى سواء كانت عمارة دينية كالمساجد والمدارس والزوايا، والعمارة المدنية كالفنادق والوكالات والخانات، والحمامات والبيمارستانات، والعمارة الجنائزية بالإضافة للعمارة الحربية.

وبالتالى يرجع أهمية البحث إلى إلقاء الضوء على أهم الحليات المعمارية المستخدمة فى زخرفة العمائر خلال العصر السعدى تطبيقاً على مدرسة ابن يوسف، وإبراز الدور المعمارى والزخرفى لتلك الحليات فى تزين المدرسة، ومحاولة لرصد وتصنيف الحليات المعمارية المنفذة على تلك المدرسة، وإظهار مدى قدرة الفنان المسلم على إستخدام تلك الحليات