قبل الخوض في الحديث عن الصنجة الزجاجية موضوع البحث والتي تدرس لأول مرة يستحسن أن نشير إلى بعض الحقائق التاريخية المتصلة بدراسة الصنج الزجاجية الإسلامية، ومما لا شك فيه أن أول استخدام للصنج الزجاجية في العصر الإسلامي كوحدات لوزن النقود يعود لعهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86ه/ 684-705م)، ويذكر المؤرخ "البيهقي"( ): "أن عبد الملك بن مرزان هو أول من ضرب الدراهم والدنانير بسكة الإسلام، وأمر أن تصب الصنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة أو نقصان".

كما عهد بمراقبة النقود واستخدام الصنج الزجاجية في الأسواق للمحتسب حتى لا يحدث ما يغشى عليه من تلف لهذه الصنج الزجاجية نتيجة تعرضها للنقصان أو وجود إصدارات جديدة من الصنج، كما تشير الحسبة لقيام المحتسب بمراقبة الصيارفة والاطلاع وتفقد موازينهم في كل وقت (الطبري)( ).

أن الإطار التاريخي للمسكوكات يعطي انطباعاً بإن كل إصدار نقدي كانت له صنجة بوزن ويعير بها.تُعد هذه الصنجة إضافة جديدة إلى الصنج المعروفة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، فهي صنجة نادرة ضربت باسم محمد بن مروان حاكم أرمينيا من قبل أخيه عبد الملك بن مروان، وقد برهنت هذه الدراسة على أن الصنج الأموية كانت تتمتع بقدر كبير من الدقة والالتزام بالوزن الشرعي.