شهدت الحضارة الإسلامية نهضة علمية في شتى المجالات لا سيما المجال الطبي، فقد أسهم علماء المسلمين باكتشاف العديد من الأمراض وعلاجها، إلا أن الشعوب توارثت الطب الشعبي المادي والمعنوي عبر العصور وطورتها وفقاً للعقيدة الدينية الإسلامية ومن بين نماذجها التمائم والأحجبة.

يحتفظ متحف جاير أندرسون ببيت الكريتلية بمجموعة كبيرة من التحف المعدنية الإسلامية والتي من بينها مجموعة من التمائم المعدنية النحاسية والبرونزية لم يسبق نشرها أو دراستها، تتنوع أشكالها؛ ما بين مستديرة ومستطيلة ومفصصة وعلى هيئة طيور... وغيرها، كما تتنوع نقوشها الكتابية ما بين نقوش كتابية قرآنية ودعائية وطلاسم سحرية على بعضها، كما تشتمل أيضًا على عدد من العناصر الزخرفية هندسية ونباتية متنوعة ورسوم لحيوانات وطيور.

هذا وتعكس تلك التمائم وما تحويها من نقوش؛ الثقافات والمعتقدات التي سادت في بقاع متسعة من العالم الإسلامي في فترات زمنية مختلفة، فعلى الرغم من تقدم العلوم الطبية إلا أنه كان هناك دائمًا مجموعة من المعتقدات في قوى الشر الخفية والأمراض المستعصية التي دفعت الشعوب الإنسانية إلى اللجوء إلى ما يعرف بالأحجبة والتمائم للوقاية من تلك الشرور، وقد وقع اختياري على مجموعة من تلك التمائم لنشرها ودراستها دراسة آثارية فنية ومحاولة نسبتها وتأريخها