يسعى هذا البحث لإلقاء الضوء على أهم المُميزات والسمات الفنية لتوابيت المناطق الأثرية الشمالية بمصر الوسطى( المنيا الشمالية), حيث أنتجت تلك المناطق العديد من التوابيت في العصر المتأخر التي كانت لها العديد من السمات والملامح الفنية المُميزة عن توابيت المدرسة الجنوبية(طيبة وأخميم) والمدرسة الشمالية(منف- الدلتا), وتكمن صعوبة هذا البحث في قلة المصادر التي تتناول توابيت مصر الوسطى في العصر المتأخر, وقد حاول الطالب خلال البحث إبراز تلك السمات من خلال دراسة العديد من توابيت مصر الوسطى, وإبرازها كمدرسة فنية مُستقلة لها ملامحها وسماتها الفنية الخاصة بها
تعرضت توابيت العصور المتأخرة في مناطق مصر الشمالية والوسطى إلى الإهمال في دراسات التوابيت المصرية القديمة, وذلك لعدة أسباب منها:
• تأتي غالبية هذه التوابيت من الحفريات المُبكرة التي تفتقر إلى التوثيق المناسب, على سبيل المثال الحفريات في أبو صير الملق , وكذلك أعمال التنقيب في الحيبة .
• تم الحصول عليها من خلال الحفر خلسة وبيعها, على سبيل المثال منطقة أبو صير الملق الأثرية , وكذلك منطقة الحيبة , وتكررت أعمال النهب مرة أُخْرى بعد عام 2011م .
• ذات سمات فنية ضعيفة(ركيكة) إلى حدٍا ما – بالمقارنة مع توابيت طيبة – لذلك نادرًا ما تكون جزءًا من معروضات المتاحف, لذلك تُركز الغالبية العظمى من دراسات التوابيت ما بعد الدولة الحديثة, والتي تم اِستخراجها من طيبة أو أخميم بشكل عام .
• توزيعها على المتاحف والمجموعات الخاصة في جميع أنحاء العالم, دون الحفاظ على سلامة تجمعات التابوت أو الاحْتِفَاظ ببعض الأشياء من نفس السياق الأثري, علاوة على ذلك حدثت أخطاء بشكل شائع أثنَاء التوزيع .